في تقريره السنوي حول المسجد الأقصى .. مرصد الأزهر يؤكد: أكثر من 48,000 مستوطن اقتحموا باحات الأقصى خلال عام 2022

  • | الثلاثاء, 10 يناير, 2023
في تقريره السنوي حول المسجد الأقصى .. مرصد الأزهر يؤكد:  أكثر من 48,000 مستوطن اقتحموا باحات الأقصى خلال عام 2022

- استمرار الاحتلال في تنفيذ سياسة "جزّ العُشب" لضرب الحالة الشعبية المقدسية
- اعتقال أكثر من 3,000 فلسطيني وتنفيذ 140 حالة هدم خلال العام المنصرم
- عام 2023 سيكون الأكثر خطورة على المسجد الأقصى


      أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريره السنوي عن عام 2022م، الخاص بالانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، والذي كشف خلاله عن قيام أكثر من 48,000 مستوطن باقتحام باحات الأقصى المبارك خلال العام الماضي، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
ويؤكد مرصد الأزهر أن عام 2022م، حمل بين طياته حلقات جديدة من التدنيس في مسلسل الانتهاكات التي تنفذها عصابات ومنظمات صهيونية متطرفة، تتلقى دعم لا محدود من سلطات الاحتلال بأشكالها وأطيافها كافة؛ ليكون عام 2022 أكثر الأعوام انتهاكًا للأقصى المبارك منذ احتلال شرقي القدس والسيطرة على المسجد المبارك.
ويُحذر المرصد من مرامي الاحتلال الخبيثة من وراء التشجيع والتحريض على تعزيز التواجد الصهيوني داخل الأقصى المبارك، والإصرار على أداء المزيد من الطقوس التوراتية والتلمودية؛ والذي يتمثل في تعبيد الطريق أمام إقامة "معبد" داخل الحرم القدسي الشريف، تمهيدًا لإقامة "الهيكل المزعوم" على أنقاض الأقصى المبارك.
وقد سلّط مرصد الأزهر الضوء على أبرز الانتهاكات الصهيونية طوال العام المُنصرم، والتي كان أبرزها أداء طقس صهيوني يُطلقون عليه: "السجود الملحمي" داخل باحات الأقصى مرتين، كانت الأولى في 19 يونيو تزامنًا مع ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، والثانية في 21 ديسمبر، في أثناء الاحتفال بما يُطلق عليه "عيد حانوكاه -الأنوار"، إضافة إلى حرص منظمات الهيكل "المزعوم" على إدخال القرابين النباتية، وتكرار النفخ بالبوق، وتطور الأمر ليصل إلى عقد قمتين للحاخامات الصهاينة داخل الأقصى المبارك؛ حيث أدى الحاخامات صلوات وطقوسًا جماعية علنية؛ في استعراض واضح للقوى داخل الأقصى المبارك.
وأشار تقرير المرصد إلى التداخل والتعاون بين السياسيين الصهاينة ومنظمات الهيكل، والتي كان أولها في شهر يناير 2022م، عندما اقتحم عضو #الكنيست "إيلي كوهيّن" للمسجد الأقصى في جولة قاد فيها مجموعة من 50 شخصًا، وظهر "كوهين" في مقطع فيديو قرب مصلى "باب الرحمة" وهو يتحدث فيه عن حق اليهود "المزعوم" في #الأقصى.
وفي نهاية شهر مارس، ظهر مسؤول صهيوني بارز في مقطع مصور يقول: "من يُسيطر على الأقصى يُسيطر على كل أرض إسرائيل –أرض فلسطين التاريخية". مطالبًا بضرورة السيطرة على الأقصى حتى يتم إحكام السيطرة على الأرض واحتلالها. كما طالب عضو الكنيست المتطرف، "تسيفكا فوجيل"، بوجوب تغيير الوضع القائم داخل الأقصى، حتى يتسنى للصهاينة بالقيام بكل طقوسهم وشعائرهم بداخله.
كما سلَّط المرصد الضوء على دور السلطة القضائية الصهيونية في التحريض على مزيد من الانتهاكات، ولعل أبرزها كان شهر مايو، إصدار محكمة صهيونية قرارًا سمحت بموجبه للمستوطنين بالصلاة في الأقصى، وإلغاء القيود المفروضة على عدد من المستوطنين. في حين سمحت محكمة الاحتلال في القدس للمستوطنين بالنفخ في البوق عند الحائط الشرقي للأقصى.
ويلفت مرصد الأزهر إلى أن الاحتلال مستمر في تنفيذ سياسة "جزّ العُشب" بهدف ضرب الحالة الشعبية المقدسية؛ حيث اعتقلت سلطات الاحتلال خلال العام المُنصرم أكثر من 3,000 فلسطيني، فيما نفذت 140 حالة هدم، وواصلت مشاريعها الاستيطانية في المدينة المُقدسة؛ بغرض تغيير البنية الديموغرافية في القدس لصالح المستوطنين، وزرع المستوطنين المتطرفين في الأحياء المُحيطة بالقدس لتطويقه تمهيدًا للسيطرة التامة عليه.
وما بين عام انقضى، تعرض فيه الأقصى لأبشع صور التدنيس، وبين عام مُقبل، بدأ بوصول اليمين المتطرف إلى سُدة الحكم داخل الكيان الصهيوني، يتوقع مرصد الأزهر أن عام 2023 سيكون من أخطر الأعوام على الأقصى، وهو ما يجعل الدفاع عن الأقصى المبارك، والتوعية بأبعاد القضية الفلسطينية، أمرًا واجبًا على الهيئات والمنظمات والدول العربية والإسلامية، ويوصي مرصد الأزهر -في هذا الشأن- بوضع الأقصى المبارك تحت مجهر هذه المنظمات والهيئات، والدفاع عنه بكل السبل المتاحة، والوقوف أمام ما يُحاك له من مؤامرات خبيثة.
وشدد المرصد على مواصلة الدور المنوط به في إعادة التوعية بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن من أبرز جهود المرصد في هذا المضمار: نشر نحو 1,000 إصدار باللغتين العربية والعبرية منذ مارس 2018 وحتى الآن؛ ما بين تقارير ومقالات ودراسات وحملات، مع ترجمة أبرزها إلى لغات المرصد المتعددة.
ويُذكَّر المرصد في ختام تقريره بمقولة فضيلة الإمام الأكبر أ. د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تعليقًا على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى «القدس»: «إن هذا القرار الجائر يجب أن يُقابَل بتفكير عربي وإسلامي جديد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتبعيتها لأصحابها، وأن يتحول هذا التأكيد إلى ثقافة محلية وعالمية تحتشد لها طاقات الإعلام العربي والإسلامي، وما أكثره، وهو الميدان الذي هُزمنا فيه ونجح عدونا في تسخيره لقضيته".

طباعة
كلمات دالة: