هل يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لنشر الفكر المتطرف أم القضاء عليه؟!

Chat GPT نموذجًا

  • | الثلاثاء, 7 مارس, 2023
هل يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لنشر الفكر المتطرف أم القضاء عليه؟!

 

     انتشرت في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إشادة، وانبهار بأحد نماذج الذكاء الاصطناعي المطور والمعروف باسم (Chat GPT) حيث ادَّعى البعض قدرته على إنجاز المهام البشرية التي يصعب على غير البشر القيام بها. في حين ذهب آخرون بعيدًا وقالوا: إنه قد يكون بديلًا في المستقبل القريب عن العامل البشري في عددٍ كبير من المجالات، فما هو الذكاء الاصطناعي؟ وما هي مخاطره، وآثاره في محاربة، أو نشر ظاهرة التطرف؟

الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) كما ورد في موقع نقرة: "هو التطوير الذي يجعل الآلات، والأجهزة الحاسوبية قادرة على التصرف بذكاء كما لو كانت بشرًا، وذلك بتطبيق نوع مصطنع من الذكاء على الآلات، والأجهزة الحاسوبية يمكنها من التعلم، والتطوير الذاتي. ويدخل الذكاء الاصطناعي في عدد غير محدود من المجالات الصناعية، والإنتاجية، والفكرية مثل: الصناعة، والتسويق، والطب، والتعليم، وحتى الأمن وغير ذلك من المجالات.

إلا أن مخاطر وتهديدات الذكاء الاصطناعي تعادل وربما تفوق مميزاته العديدة؛ إذ يشكل خطرًا في الكثير من الأحيان بالنظر إلى تداعياته على تقليص فرص العمل الخاصة بالجنس البشري، أو تسهيل المهام بما يكفي لإضعاف العقل البشري، وكذلك دوره في تسهيل وصول بعض الأفراد والجهات للمعلومات المطلوبة، بما في ذلك العناصر المتطرفة، والإجرامية، فهل يمثل الذكاء الاصطناعي تهديدًا للأمن العام؟ وهل يسهم في نشر ظاهرة التطرف، أم يساعد في الحد منها؟

قد تبدو الإجابة على هذه الأسئلة صعبة – إلى حد كبير – لذلك كان علينا توجيه بعض الأسئلة المتعلقة بالتطرف إلى تطبيق (Chat GPT) على سبيل التجربة والاختبار، وقد حصلنا في المقابل على إجابات إيجابية إلى حد بعيد؛ حيث نصح النموذج بتجاهل كل الاتصالات التي تصدر عن تنظيم داعش الإرهابي، ودعوات العنف والقتل على أساس عرقي أو ديني.  

مع هذا لا يمكن أن نتجاهل جوانب المسألة الأخرى، ولا يمكننا الجزم ببعد الذكاء الاصطناعي  عن ترويج التطرف والإرهاب، لأنه ببساطة يساعد (كما سبقت الإشارة) على التعامل مع المعلومات الشاملة، ويتيح معلومات لا حصر لها للمستخدمين بما في ذلك بعض العناصر التي تميل للعنف، أو التطرف، وقد لا ينتبه لبعض الأسئلة التي تتطلب معلومات قد تساعد الشخص المتطرف في تحقيق أهدافه، سواء تغذيته بمحتوى متطرف، أو عنيف، أو تسهيل وصوله لبعض التنظيمات المتطرفة. الأمر الذي يفرض على المؤسسات، والهيئات المعنية بالسلامة والأمن المجتمعي محليًّا ودوليًّا - التحقق من الاستخدام الآمن للتطبيق وتقنين استخدامه، أو حظره حال اكتشاف ما يهدد السلم المجتمعي.

دور الذكاء الاصطناعي في الحد من ظاهرة التطرف؟

يمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي للتحديد المبكر للأشخاص الذين يتبنون أفكارًا متطرفة، وكذلك استخدامه في تحليل النصوص التي تدعو للعنف، أو التطرف، حيث يُستعان به في تحليل النصوص، والصور التي قد تشير إلى التطرف، وكذلك للتحقيق في الأشخاص الذين ينشرون محتوى متطرفًا على الإنترنت.

وأخيرًا، يجب علينا التأكد من التطوير الدائم لآلية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تحديد المحتوى المتطرف، وضمان أن الذكاء الاصطناعي يتم تدريبه على التعرف على الأشكال المختلفة من التطرف التي قد تظهر، كما يجب التحقُّق من أن التطور التكنولوجي شأنه شأن كثير من الأدوات، والوسائل التي يمتلكها الإنسان من حيث إمكانية الانتفاع بها، أو التضرر منها، فالأمر متوقف على الطريقة التي يتم من خلالها استخدام تلك الأداة، أو هذه الوسيلة، وهنا تبرز أهمية التوعية، والتوجيه بضرورة الاستفادة من التطور التكنولوجي بالشكل الذي لا يخالف قيمًا، ولا ينتهك حقوقًا، ولا يخرق قانونًا.

المراجع:

- تجربة شخصية مع موقع Chat GPT لفريق إعداد المقال.

- أحمد هاشم، مقال بعنوان: "ما هو الذكاء الاصطناعي AI؟" منشور على موقع نقرة عبر الرابط التالي : من هنـــــأ

وحدة البحوث والدراسات

 

طباعة