في ظل التناحر الدموي بين حركة "بوكو حرام" والتنظيم المناوئ لها "ولاية داعش في غرب إفريقيا"، شهدت الأشهر الأخيرة عمليات استسلام جماعي لآلاف المقاتلين من التنظيمين الإرهابيين، مما حدا بالسلطات النيجيرية لتوسيع دائرة برنامج "الممر الآمن" لإعادة تأهيل العائدين من التنظيمين الإرهابيين، وإدماجهم داخل المجتمع مرة أخرى.
وقد أعلن مسؤولون في نيجيريا أن ما لا يقل عن 594 من إرهابي "بوكو حرام" و"داعش" السابقين خضعوا لبرنامج تأهيلي للتخلص من الفكر المتطرف، لمدة 6 أشهر في معسكر بولاية "غومبي" الشمالية.
من جانبهم تقدم بعض الإرهابيين بالاعتذار للشعب النيجيري عن أفعالهم السابقة في زعزعة استقرار البلاد، خلال حفل تخرجهم من معسكر "مالام سيدي" في إطار عملية "الممر الآمن"، حيث قال "محمد أبا" إرهابي سابق: "الآن بعد أن تدربنا سنعود إلى مجتمعاتنا، وسنمد أيدينا بالسلام والمحبة للجميع دائمًا، لأننا أدركنا أنه لا توجد ثقافة أو إيمان أعظم من كوننا بشرًا".
يذكر أن برنامج "الممر الآمن" كانت بدايته في سبتمبر 2015 لتشجيع الإرهابيين التابعين لحركة "بوكو حرام" على تسليم أنفسهم والانخراط في الحياة العامة لتخليصهم من الفكر التطرف، وذلك بعد فشل التوصل إلى أي اتفاق سلام مع الحركة. وحاليًا تسعى الحكومة النيجيرية لتوسيع دائرة البرنامج خاصة بعد موجة الانشقاقات والاستسلامات الأخيرة حيث أعلن الجيش أن ما لا يقل عن 51828 عنصرًا من بوكو حرام وعائلاتهم، استسلموا للقوات الحكومية في البلاد، وذلك في المدة من يوليو 2021 حتى مايو 2022.
كما أعلن رئيس أركان الدفاع الجنرال "لاكي إرابور" أن 1543 من "بوكو حرام" تم إرسالهم إلى معسكر "مالام سيدي". وأضاف أن 1935 آخرين تمت عملية إعادة تأهيليهم، وتم التأكد من توبتهم وندمهم، لذا قامت السلطات بإطلاق سراحهم من المعسكر الإصلاحي في بلدة "بولونكتو" بولاية "بورنو".
ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن فرار آلاف المقاتلين من صفوف "بوكو حرام" الإرهابي وانحساره يدل على إمكانية إضعاف "داعش" وأفرعه الموالية له في إفريقيا. ويؤكد المرصد أن عملية "الممر الآمن" تعد خطوة قوية نحو منع التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، وطريقًا حقيقيًّا لتحقيق المصالحة الوطنية في نيجيريا، مما يحد من التشدد والتمرد.