تقبل الآخر، واحترام رأيه، واختلافه، كلها أمور تقود أفراد المجتمع للعيش معًا في سلام وتفاهم بعيدًا عن التعصب والتمييز. من أجل ذلك جاء إعلان الأمم المتحدة يوم (١٦ مايو) يومًا عالميًّا للعيش معًا في سلام.
و”قبول الآخر” هي قضية إنسانية اجتماعية وضع الإسلام لها مبدءًا مهمًّا قائمًا على حفظ كرامة الإنسان أيًّا كان لونه أو عرقه أو دينه، وغيرها من تصنيفات يضعها البعض -خاصة الجماعات المتطرفة- في وقتنا الراهن؛ للتمايز والشعور بالعلو والتفرد.
وعند الحديث عن التعايش أو قبول الآخر، لا نعني بذلك الذوبان وإلغاء الهوية، ولكن المقصود هنا المساواة بالحقوق والواجبات والتسامح، فتاريخنا الإسلامي يزخر بالعديد من المواقف التي رسخت لقيم وأسس تهيء للإنسان بيئة متوازنة تحفظ كرامته وتعينه على التواصل والتعارف ومن ثم العمل والإنتاج. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات: ١٣).
ومع تصاعد نبرة العصبية في العالم، أدرك الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أ.د/ أحمد الطيب، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أهمية وضع خارطة طريق تصحح ما غرسته خطابات الكراهية في نفوس وعقول البعض، وترسخ لعالم أكثر أمانًا، وترشد الأجيال القادمة إلى تعامل إنساني يحفظ للآخرين المختلفين عنهم كرامتهم وحقوقهم.