اليوم العالمي للاجئين.. قصص متشابهة وأرقام متزايدة ومصائر مجهولة

  • | الثلاثاء, 20 يونيو, 2023
اليوم العالمي للاجئين.. قصص متشابهة وأرقام متزايدة ومصائر مجهولة

اليوم العالمي للاجئين.. قصص متشابهة وأرقام متزايدة ومصائر مجهولة
ما يقرب من (١٠٨ مليون) لاجئ يواجهون ظروفًا معيشيَّة متردية.. والمفوضية تواصل تقليص المساعدات في ظل تراجع المساعدات الدولية

في 20 يونيو من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للاجئين؛ بهدف تكريم الأشخاص الذين أُجبروا على ترك منازلهم، والفرار من ويلات الحروب، والصراعات المسلحة، وغيرها من ظروفٍ حرمتهم من الأمن، والاستقرار.
وبعد سلسلة من الأحداث العالمية، والمحلية، شهد العالم تزايدًا ملموسًا في أعداد اللاجئين. فوفقًا لتقرير الاتجاهات العالمية حول النزوح القسري ٢٠٢٢م، الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن هناك (١٠٨.٤) مليون شخصٍ في عداد النازحين قسرًا على مستوى العالم، أي بزيادة قدرها (١٩.١ مليون) شخصٍ عن العام السابق (٢٠٢١م)، مقسمين ما بين (٦٢.٥ مليون) نازحٍ داخليًّا، و(٣٥.٣ مليون) لاجئٍ، و(٥.٤ مليون) طالبِ لجوءٍ، علمًا بأن الدولَ ذات الدخل المنخفض والمتوسط تستضيف غالبية اللاجئين بنسبة (٧٦٪).
وبناء على التقرير، فإن أكبر عدد من اللاجئين بنسبة (٥٢٪) ينحدر من ثلاث دول فقط، هى: سوريا، و أوكرانيا، و أفغانستان. ويمثل الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر نسبة (٤١٪) من إجمالي عدد النازحين قسرًا؛ أي إن واحدًا من بين كل (٧٤) شخصًا من سكان العالم، قد نزح قسرًا نتيجة النزاعات، والاضطهاد.
ومع تراجع قيمة المساعدات المالية المقدمة للاجئين، أعلنت المفوضية مؤخرًا عن تخفيض مخصصات الإعانة، وكان من بين المتضررين من القرار الأخير الروهينجا؛ إذ انخفضت المساعدات المقدمة لهم للمرة الثانية خلال شهر لتصبح (٨) دولاراتٍ أمريكية فقط في يونيه الحالي ٢٠٢٣م، مما يشكل عبئًا على دولة بنجلاديش المستضيفة لحوالي (مليون) لاجئٍ من "الروهينجا"، والمصنفة من الدول ذات الدخل المنخفض.
وفي ظل تزايد أعداد اللاجئين عالميًّا، وانخفاض قيمة المساعدات الدولية المقدمة لهم، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن اللجوء، والنزوح قضيتان إنسانيتان، وعلى المجتمع الدولي وهيئاته الانتباه لما يترتب على إهمال هاتيْن القضيتيْن من مآلات كارثية ووخيمة، فمن واقع قضية "الروهينجا" يتضح لنا جميعًا خطورة ترك العديد من الملفات ذات الصلة بها دون حل جذري. فالتردي المعيشي، والظروف الصحية السيئة التي يعاني منها هؤلاء اللاجئون يسهم في زيادة معاناتهم بعيدًا عن وطنهم، أو حتى داخله بعد النزوح، بحثًا عن الأمان، والاستقرار الغائبيْن.
الأمر الذي دفع فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إلى الدعوة خلال كلمته بمجلس الأمن حول أهمية قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز، واستدامة السلام العالمي، لإطفاء الحروب العبثية التي اندلعت في العقود الأخيرة، ولا تزال تندلع في منطقتنا، وفي عالمنا حتى هذه اللحظة، مشيرًا إلى حربي العراق، وأفغانستان وما خلفتهما من مآسٍ، وآلامٍ طوال عشرين عامًا. كما لفت إلى ما يكابده الشعب الفلسطيني في ظلِّ غطرسة القوة، وقسوة المستبد، مع صمت المجتمع الدولي عن حقوق هذا الشعبِ الأبيِّ.
ولم ينْسَ الإمام الطيب سوريا، وليبيا، واليمن، وتدمير حضاراتهم العميقة، الضاربة بجذورها آلاف الأعوام في عُمْرِ التاريخ، وصِراعات الأسلحة على أراضيهم، وفرار أبنائهم، ونسائهم، وأطفالهم من هول حروبٍ لا حولَ لهم فيها ولا قُوَّة، وهو ما ترجمته الأرقام الصادرة عن مفوضية اللاجئين، حيث جاءت سوريا في مقدمة الدول التي ينحدر منها اللاجئين.

طباعة
كلمات دالة: