استفزاز ترامب مشاعر المسلمين: جهل أم تجاهل!!!

  • | الثلاثاء, 5 أبريل, 2016
استفزاز ترامب مشاعر المسلمين: جهل أم تجاهل!!!

لا يتوقف مرشح الرئاسة الأمريكية المحتمل دونالد ترامب عن مهاجمة المسلمين في كل موقف يتحدث فيه، ولا يكاد يمر أسبوع تقريبًا إلا ونسمع فيه تصريحًا مثيرًا له، وقد كان آخر تصريح له في أعقاب أحداث بروكسل؛ إذ هاجم المسلمين بسبب تخاذلهم عن الإبلاغ عن أية أنشطة إرهابية، فقد ذكر موقع  vox.com يوم 24 مارس خبرًا بعنوان "ترامب: المسلمون لا يساعدون في التصدي للإرهاب" وذكر الخبر  أن  مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب قال: إن المسلمين لا يبذلون جهدًا كافيًا لمنع وقوع أعمال إرهابية لأنهم لا يبلغون على الإطلاق عن أنشطة مهاجمين مشتبه بهم، وذلك في لقاء مع إحدى شبكة "آي تي في" البريطانية غداة اعتداءات بروكسل، وتابع ترامب "أتوجه بهذا القول للمسلمين عمومًا، وفي الولايات المتحدة أيضًا أنه حين يشتبهون بأمور مريبة فعليهم أن يبلغوا عنها"، وذلك بعد ثلاثة تفجيرات أسفرت عن مقتل 30 شخصًا في مطار بروكسل ومحطة مترو في المدينة.
وأضاف ترامب "إنهم لا يبلغون عنها على الاطلاق، وهذه مشكلة كبرى".
وردًّا على ذلك، أعرب مجلس مسلمي بريطانيا الذي يمثل مئات المساجد والجمعيات الخيرية عن رفضه تصريحات ترامب، وكذلك فعل أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب في الشرطة.
ونكتفي هنا في الرد على هذه الأباطيل بما ذكره موقع Faith Foundation الذي يديره توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق؛ حيث أورد الموقع مقالًا بعنوان "تصريحات ترامب بشأن المسلمين هدية لتنظيم داعش"، وجاء فيه:
قد يكون الاستخفاف بعقول الناس أيسر من إقناعهم أنهم تم الاستخفاف بهم، بعد اقتناع بيرس مورغان بأفكار ترامب بشأن مكافحة الإرهاب، فإننا بحاجة ماسة لتوضيح سبب أن هذه الأفكار تعد هدية لتنظيم داعش، بعد هجمات بروكسل، فقد صرح ترامب بأن المسلمين لا يبلّغون السلطات مطلقًا عن أي متطرفين، وهذا يعد جهلاً من شخص مرشح لرئاسة الولايات المتحدة.
في الواقع، تقوم الجماعات الإرهابية بقتل أعداد كبيرة من المسلمين؛ إذ إن تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية لا يعتبرونهم مسلمين، بل مرتدين، وإذا استعلمت من وكالة الاستخبارات أو مكتب التحقيقات الفيدرالي ستتأكد منهما أن أفضل مصادر لديهم هم المسلمون داخل المؤسسات والمجتمعات، هل تذكر الشخص الذي قام بعملية تفجير في ليلة الكريسماس عام 2009م؟ كان والده هو أول من أبلغ عنه السفارة الأمريكية في نيجيريا، وهذه ليست حالة فردية، ولكن هناك العديد من العائلات تحرص على التعاون مع الحكومة للحد من تطرف أطفالهم، ولكن سرعان ما ينسى ترامب والمتعاطفون معه الشرطي المسلم أحمد مرابط الذي قتل في حادثة شارل إبدو أثناء تجوله في شوارع باريس، وماذا عن العامل المسلم الذي خاطر بحياته لإنقاذ عدد كبير من الرهائن في حادثة باريس، إذ أخفاهم في غرفة التبريد لحمايتهم من الجهاديين؟
بل ولم يقرأ ترامب عن ذلك الشاب المسلم الكيني صلاح فرح الذي قام بحماية النصارى الذين تعرضوا لهجوم إسلامي؛ حيث توفي صلاح متأثرًا بجراحه في يناير بعد إطلاق النار عليه في حافلة هاجمتها حركة الشباب الصومالية في ديسمبر 2015م، هذا وقد صرح السيد صلاح لبي بي سي قائلاً "لقد سألتنا الجماعة المسلحة إن كنا مسلمين، فنحن في أمان، إلا أن صلاح رفض التحرك وقال إما أن نُترك جميعًا أو نقتل جميعًا ومن ثم أطلقوا عليه النار"، وجدير بالذكر أن الرئيس الكيني امتدح أفعاله في خطابه حول حالة الأمة وقام بمنح اسمه أحد الأوسمة الكينية رفيعة المستوى.
وتجدر هنا الإشارة إلى أنه في شهر فبراير فقط، قام الجهاديون بقتل ما لا يقل عن 1372 شخصًا في 19 دولة، وكان غالبية الضحايا من المسلمين في الصومال واليمن والعراق وأفغانستان ونيجيريا وسوريا ومالي ومصر وغيرها من الدول، هذا وقد قام بعض العلماء المسلمين المشهورين في جميع أنحاء العالم بنشر خطاب مفتوح للبغدادي، زعيم تنظيم داعش، يقومون فيه بدحض المزاعم الدينية للتنظيم، وذلك عندما أصبح التنظيم يشكل خطرًا دوليًّا.
وختامًا، ما يزيد من قوة موقفنا ويعضد ما أشرنا إليه أن حلفائنا ضد التطرف الإسلامي من المسلمين؛ لذا من الأفضل أن نضم المسلمين الذين يبلغ عددهم ما يقرب من 1.6 مليار مسلم إلى صفوفنا بدلاً من اضطهادهم ووسمهم بالإرهاب.
بل الأكثر من هذا ما صرح به ديفيد كاميرون مخاطبًا المسيحيين بقوله: ساعدوا المسلمين في محاربة التطرف، وذلك حسبما أورده موقع Guardian - حيث ذكر الخبر أن ديفيد كاميرون قد صرح بأنه يجب على القادة المسيحيين مساعدة إخوانهم وأخواتهم من المسلمين في محاربة التطرف عقب هجمات بروكسل الإرهابية، هذا وقد أشار كاميرون إلى الحالة الصعبة والمظلمة التي تعيشها المملكة حاليًا وقال:"أريد أن أحصن الشعب لهزيمة التطرف"، وقال أيضا" هذه هي الحرب التي يجب أن نقف فيها جنبًا إلى جنب"، كما وجه كاميرون حديثه للمسلمين والمسلمات أيضا قائلًا: "إخواننا من المسلمين والمسلمات يحتاجون مساعدتنا، يجب أن ندعمهم ونساعدهم في حربهم ضد التطرف، ويجب أن نبني مجتمعات قوية متماسكة" مضيفًا أيضا أن بريطانيا الليبرالية سوف تهزم التطرف.
وكما نكرر دومًا فإن مثل تصريحات ترامب تصب في صالح الإرهاب والجماعات الإرهابية التي تحاول قدر المستطاع توظيف هذه التصريحات بما يخدم أهدافها، وهذا ما قاله أحد الكتاب الأمريكيين حسب موقع NEWS OK تحت عنوان "كاتب أمريكي: الخطابات المعادية للمسلمين تصب في مصلحة العدو" وبعد استعراض آراء مرشحي الرئاسة الأمريكية يعلق الكاتب قائلًا: ولكن المشكلة هي استهداف المسلمين في الخطاب، وذلك غير قائم على أدلة صريحة، وبذلك فهذا لا يفيد في الحرب ضد الإرهاب؛ نظرًا لأن الخطاب المعادي للإسلام؛ يعيق العلاقات مع الدول الإسلامية، ويضخم من ادعاءات داعش بأن الغرب يشن حربًا ضد الخلافة، كما يعيق العلاقات مع المسلمين داخل أمريكا.

 

طباعة