انتقادًا للسياسات والممارسات القمعية التي مارستها حكومات الاحتلال المتعاقبة في خلال الأعوام الماضية ضد أبناء الشعب الفلسطيني عامة، وفلسطينيي قطاع غزة خاصةً، نشرت جريدة "هآرتس" العبرية مقالًا للصحفي اليساري جدعون ليڤي، بعنوان: "لا يمكن سجن مليوني شخص دون دفع ثمن باهظ"، إذ ألقى الكاتب مسئولية العملية العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية -السبت ٧ من أكتوبر- على حكومات الاحتلال المتعاقبة، خاصة الحكومة اليمينية الحالية برئاسة "بنيامين نتنياهو"، فقد وجه "ليفي" سهام الانتقاد المباشرة إليها متهمًا إياها بممارسة سياسات قمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني عمومًا، وقطاع غزة المحاصر على وجه الخصوص، إضافة إلى الاعتداء على المقدسات الدينية، ومن ذلك زيادة وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى المبارك في خلال فترة الأعياد المنتهية في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم أكثر من ٥٠٠٠ مستوطن ساحات المسجد المبارك الأسبوع الماضي ضمن ما يُسمى بـ "عيد العرش"، في سابقة خطيرة لم تحدث من قبل، إلى جانب منع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي.
وتساءل الصحفي "ليڤي": هل يعقل أن يقتل الاحتلال الأبرياء ويعتقل الآلاف من الفلسطينيين ويسلب ممتلكاتهم ويحمي المستوطنين الإرهابيين الذين ينكلون بهم ويعتدون عليهم، ويطردونهم ويهجرونهم من أراضيهم، مع مواصلة الحصار غير العقلاني على قطاع غزة، وأن يكون كل شيء على ما يرام في النهاية؟!
وواصل "ليڤي" في مقاله انتقاده سياسات حكومة الاحتلال تجاه قطاع غزة، واصفًا تلك السياسات تجاه القطاع بـــ "الحكم الديكتاتوري"، فيقول متعجبًا: "نصنع السلام مع الجميع وننسى الفلسطينيين، بل نضعهم في سجن كبير يسمى قطاع غزة".
كما انتقد الصحفي اليساري سياسات الاحتلال تجاه الأسرى الفلسطينيين، قائلًا: "نواصل احتجاز آلاف الأسرى، ومن بينهم أسرى دون محاكمة؛ أغلبهم سجناء سياسيون، ونرفض طرح نقاش حول إطلاق سراحهم حتى بعد عقود في السجن".
وقال "ليڤي": إن غطرسة الاحتلال دفعته إلى استبعاد قيام عدة مئات من الفلسطينيين باختراق السياج الأمني حول القطاع، مؤكدًا أنه من المستحيل سجن مليوني إنسان إلى الأبد دون دفع ثمن باهظ، وهذا ما رآه الكيان الصهيوني في صورة مشاهد غير مسبوقة.
وندد الكاتب بغطرسة قادة جيش الاحتلال الصهيوني الذين أعلنوا عزمهم على محو أحياء بأكملها في غزة، متسائلًا: هل هذا هو الحل؟! فالاحتلال يعاقب غزة منذ عام ١٩٤٨ دون توقف للحظة، ما يعني ٧٥ عامًا من التنكيل والحصار.
يأتي مقال الكاتب "جدعون ليڤي" ليكشف عن وجه ذلك الكيان المتوحش المتغطرس الذي لا يرى سوى العنف والقمع سبيلًا لبقائه في الأراضي المحتلة.
لذلك يحمل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الكيان الصهيوني مسئولية تصاعد الأحداث الأخيرة، تلك الأحداث التي حذر المرصد من وقوعها مرارًا نتيجة الاحتلال والقمع المستمر، والانتهاكات المتكررة، وفتح بوابات "الأقصى" على مصراعيها أمام المستوطنين لاقتحامها يوميًّا في خلال أيام الأعياد، وكذلك تصريحات وأفعال "إتمار بن جڤير" و"بتسلئيل سموتريتش" غير المسئولة.