جولات الإمام ومناهضة التطرف؟

  • | السبت, 4 يونيو, 2016
جولات الإمام ومناهضة التطرف؟

مع انتشار الفكر المتشدد الذي يتحدث باسم الإسلام كان لزامًا على الهيئات المعتدلة أن تسعى جاهدة من أجل تقديم الصورة الصحيحة للإسلام، وإذا كانت كل مؤسسة تسعى بقدر ما وبحسب طاقاتها في هذا الصدد، فإن المهمة الكبرى تقع على عاتق الأزهر الشريف باعتباره أكبر وأقدم مؤسسة إسلامية في العالم. ولعل الجميع يتابع الآن باهتمام شديد جولات الإمام الأكبر الخارجية التي يحاول من خلالها إثبات أن الأزهر -بما يتميز به من وسطية المنهج ورسوخ الجانب العلمي- هو الكفيل بالتصدي لهذه المهمة. لذا انطلق الإمام الأكبر في جولات متعددة آسيوية وأفريقية وأوروبية ينشر ثقافة السلام والرحمة والعيش المشترك بين أتباع الأديان المختلفة، ويكشف عن صورة الإسلام الحقيقية للمجتمعات الغربية والتى تحاول جماعات التطرف والإرهاب عبثًا تشويهها. فالأمر الذى لا شك فيه أن فضيلة الإمام الأكبر حريص فى كل خطاباته التى ألقاها فى جميع جولاته لتوضيح موقف الإسلام الحقيقى تجاه كثير من القضايا التى تشغل أذهان كثير من الشباب الذى يتابع ما يحدث ما تقوم به الجماعات المتطرفة، كما أنه يعتمد منهجا عقلانيا يظهر تناقض فكر هذه الجماعات من الناحية الأيدولوجية، ويفضح جهلهم وسطحيتهم فى التعامل مع النصوص ولى أعناقها وتحريف مدلولاتها لملائمة فكرهم المنحرف. ولا شك أن هذا الأثر الذى تتركه كلمات فضيلته يسهم بشكل كبير فى تحصين عقول كثير من الشباب وانقاذهم من الوقوع فريسة لفكر هذه الجماعات المنحرفة.

وما يهمنا في هذا الصدد تأكيد فضيلة الإمام الأكبر في كل بلد يزورها أن الأزهر على أتم استعداد لإرسال دعاة إلى هذه الدول لنشر الصورة الصحيحة والحقيقية للإسلام.

فعلى سبيل المثال، التقي فضيلة الإمام - في زيارته الأخيرة لفرنسا- رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه ، وأكد له أن الأزهر الشريف على استعداد للمشاركة فى إعداد الأئمة الفرنسيين وتدريبهم فى القاهرة على نفقة الأزهر وفقًا لوسطية الإسلام التي تدرس في الأزهر الشريف، كما أعرب فضيلته عن استعداد الأزهر الشريف لإنشاء مركز للثقافة الإسلامية يديره الأزهر في باريس للتعريف بصحيح الدين وحماية الشباب المسلم من استقطاب الجماعات المتطرفة. وقد رحب جيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، بزيارة فضيلة الإمام الأكبر إلى فرنسا باعتباره أكبر مرجعية إسلامية فى العالم ، معربًا عن احترامه وتقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر .

كما أشاد موقع "Islam Media Analysis" بإعراب الأزهر استعداده إرسال دعاة وسطيين إلى فرنسا، حيث نقل حديث فضيلة وكيل الأزهر عن استعداد إرسال دعاة وأئمة مساجد إلى فرنسا، وذلك من أجل مكافحة التطرف. وكذلك نقل الخبر قول فضيلته أن مكافحة داعش تحتاج لجهود فكرية وثقافية بجانب الإجراءات الأمنية.

وإنما نركز على هذا لأن كثيرًا من الأخبار التي نتابعها ونحللها تدل على أن جانبًا كبيرًا من التطرف الذي ينتشر باسم الإسلام في الدول ذات الأغلبية غير المسلمة يأتي نتيجة لوجود دعاة متطرفين، فعلى سبيل المثال نشر موقع Reuters يوم 31 مايو خبرًا بعنوان "الشرطة الأسبانية تلقي القبض على رجل متهم بالترويج للفكر الإسلامي المتشدد"جاء فيه أن وزارة الداخلية الأسبانية صرحت يوم الثلاثاء أنها ألقت القبض على رجل باكستاني في مدينة برشلونة بتهمة الترويج لفكر إسلامي متشدد عبر مواقع التواصل الإجتماعي , وأضافت وزارة الداخلية أن هذا الرجل كان يحرض الشباب على الانضمام الى الجماعات الارهابية في منطقة الشرق الأوسط مثل داعش وغيرها. وجدير بالذكر أن الحكومة الأسبانية قامت باعتقال ما يقرب من 24 شخصًا حتى الآن لهم صلة بالتنظيم الارهابي "داعش".

إن المؤسسات الإسلامية اليوم مطالبة بتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام، حتى يعلم الجميع ما هو الإسلام.

وقد صرحت صرحت الدكتورة أمل القبيسي رئيس الاتحاد الوطني بالكويت-حسب موقع KAZINFORM-  خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الأستانة عاصمة كازاخستان أن الدين الإسلامي برئ من الإرهاب وكافة الأعمال الإجرامية التي ترتكب باسمه, وأضافت أن الدين الإسلامي دين السلام والمحبة والتسامح، وأشارت أن هناك العديد من الجماعت الإرهابية والتي تستغل مظلة الإسلام للقيام بتلك الأعمال الإرهابية الدنيئة. كما ذكرت القبيسي أن الوقت قد حان لأخذ الخطوات اللازمة للقضاء على هذا الإرهاب الغاشم وأشارت أن التعليم أحد الأساليب الهامة للقضاء عليه.

لكن هذه التصريحات سوف تبقى ساكنة ما لم يتم تفعيلها بخطوات فعلية على غرار ما يحاول الأزهر تحقيقه هذه الأيام. فهل تستجيب الدول الغربية لنداء الأزهر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 

 

طباعة