أليست نفسًا؟!

وحدة رصد اللغة الأردية

  • | الأربعاء, 30 مارس, 2016
أليست نفسًا؟!

أليست نفساً؟! ... قالها نبي الرحمة –  صلى الله عليه وسلم – عندما قيل له أن الجنازة التي مرت ووقف لها هي ليهودي!. اليوم نرى بعض المجرمين يستحل دماء غير المسلمين باسم الإسلام وبدعوى أنهم "كفار"، وأن هذا جهاد سوف يأخذهم إلى جنتهم المنشودة التي يعتقدون أنهم سينزلون بها منزلة المجاهدين في سبيل الله والشهداء والصديقين والأنبياء، تلك الجنة نفسها التي قال النبي – صلى الله عليه وسلم – عنها أن ريحها الذي يوجد من مسيرة أربعين عامًا لا يجد مجرد رائحتها من قتل معاهدًا – أي غير المسلم -
في الوقت الذي يسعى فيه العالم الإسلامي رد صورة الإسلام إلى أصلها بعد أن شوهتها الأيدي العابثة في أذهان الكثير التي من أمثلتها توجيه شيخ الأزهر أثناء زيارته لألمانيا خلال الشهر الحالي رسالة السلام والمسؤولية المشتركة للأديان تجاه السلام من المنبر الغربي إلى العالم أجمع شرقه وغربه، وقيام التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب بمشاركة 34 دولة في رسالة منهم أن الإرهاب لا دين له، تأبى طيور الظلام ودعاة التطرف والفتنة أن تقوم للإسلام قائمة ونشر رسالته التي أتي بها وهي "السلام"، التي أمر بها الله – عز وجل - نبيه قائلاً في كتابه الكريم: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، تلك الرسالة التي لا تفرق بين دين ولا لون ولا عرق، فخرج الإرهاب بوجهه القبيح في نفس الشهر في فجيعتين دمويتين أحدهما تفجير انتحاري في مطار بروكسل ببلجيكا وسقط فيه 32 قتيلاً وأكثر من 316 جريحًا، وثانيهما تفجير انتحاري آخر في إحدى الحدائق في إقليم لاهور الباكستاني وسقط فيه ما يزيد عن 72 قتيلاً بينهم 29 طفلاً و315 جريحًا أغلبهم من المسيحيين! في هذا التوقيت بالتحديد اختارت القوى الظلامية توجيه دفتها من استهداف المؤسسات العسكرية والحكومية في الدول العربية والإسلامية كأنظمة "مرتدة" - حسب ادعائهم - إلى استهداف غير المسلمين في غرب العالم متمثلاً في بلجيكا ذات الأغلبية المسيحية، وشرقه متمثلاً في باكستان ذات الأغلبية المسلمة!
في صباح الأحد الموافق 27 مارس 2016 بينما كان مسيحيو باكستان يحتفلون بعيد الفصح في إحدى الحدائق بولاية لاهور باكستان، دوى انفجار هائل أودى بحياة العشرات من الأبرياء أغلبهم من النساء والأطفال، وأعلنت "جماعة الأحرار" المنشقة عن تنظيم طالبان باكستان الإرهابي مسئوليتها، والتي انشقت معلنة مبايعتها لتنظيم "داعش" المجرم، هذا التنظيم الذي أوجدته القوى الظلامية لشن حرب على الإسلام وليس لنصرته كما تزعم، وهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها جماعة الأحرار باستهداف الأقليات غير المسلمة في باكستان وبصفة خاصة المسيحيين في العمليات الإرهابية، في حين يتوارد على المستوى العالمي أنباء عن اضطهاد الأقليات غير المسلمة في باكستان وتطبيق قانون التجديف المثير للجدل، والسؤال الذي يطرح نفسه عما إذا كان هذا العمل الإجرامي الذي بدأ في بلجيكا وتتابع في باكستان يهدف إلى تصاعد حدة الإسلاموفوبيا في الغرب وشعور الأقليات غير المسلمة بالاضطهاد في الدول الإسلامية، في الوقت الذي يسعى العالم الإسلامي إلى إبراز منهاج النبوة، منهاج "أليست نفساً"؟!!!

 

طباعة