"حتى لا ننسى.. قرى دمرَّها الإرهاب الصهيوني".. قرية أبو زريق دُمِّرت في أبريل سنة ١٩٤٨م

  • | الأحد, 12 نوفمبر, 2023
"حتى لا ننسى.. قرى دمرَّها الإرهاب الصهيوني".. قرية أبو زريق دُمِّرت في أبريل سنة ١٩٤٨م

     كانت القرية تقع على السفوح الشمالية لتلال منطقة عُرفت باسم "قرى الروحة" - أي البلاد زكية الرائحة - وكانت تُشرف على مرج "ابن عامر"، وكان بعض منازل القرية مبنيًّا أيضًا على تل صغير إلى جانب الطريق العام بين "حيفا"، و"جنين". وربما يشير اسمها إلى قبيلة أبو زريق البدوية التي استوطنت المنطقة. وكان سكان القرية من المسلمين. وكانت منازلها - المُتباعدة نوعًا ما بعضها عن بعض - مبنية بالحجارة والطين، أو بالحجارة والأسمنت، وكانت سقوفها مبنية بالأسمنت، وبعضها بالطين والتبن والخشب، وكان في القرية مسجد، ومدرسة ابتدائية، وكانت تستمد مياهها من عدة مصادر، وفي جملتها وادي أبو زريق، ونبعٍ، وبئرٍ.

كان اقتصاد القرية يعتمد على الزراعة، وتربية الحيوانات، وإلى جوار القرية كان هناك تل أثري يعود- في الغالب- إلى العصريْن البرونزي، والحديدي، على الرغم من أنه كان يحوي أثريات يعود تاريخها الى أوائل العصور الإسلامية.

وقد عُثِرَ في المصاطب المرتفعة فوق التل على تسلسل غني من الأدوات الحجرية الّتي تعود إلى العصر الحجري القديم، إضافةً لبقايا مزرعة رومانية قديمة شمال غربي عين أبو زريق، وحجر مزخرف بالنقوش في مقبرة شرق تل أبو زريق.

وسيطرت قوات "البلماح" على القرية في ١٢ أبريل ١٩٤٨م، بعد أن كانت استولت عليها لفترة قصيرة قبل ذلك التاريخ بثلاثة أيام -بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز- حين خرقت "الهاغاناه" هدنة مدتها يومان، لتندفع من مستعمرة "مشمار هعيمك"، وتحتل مجموعة من القرى المجاورة.

وبعد دخول قوات "البلماح" أبو زريق أسرت (١٥) رجلًا، ومعهم نحو (٢٠٠) من النساء والأطفال، وذكر مراسل صحيفة فلسطين أنه مع بزوغ فجر اليوم الذي عقب احتلال القرية، وجدت وحدة من "الهاغاناه" بعض سكان القرية منكبين على وجوههم في الحقول، فحاصرتهم وفيهم شيوخ ونساء وأطفال، ثم أطلقت النار عليهم، فأردت امرأتيْن، و(٤) أطفال، وأسرت (٣٠). وفيما بعد هاجمت وحدة عربية الموقع، وحررت سكان القرية، وأوصلتهم إلى جنين بأمان.

وينسب موريس إلى مصادر صهيونية قولها: إن عددًا من منازل أبو زريق نسف ليلة احتلالها، وأن تدمير القرية بأكملها في ١٥ أبريل، وتعزز ذلك الرواية الواردة في صحيفة نيورك تايمز - التي تُنسب إلى مصادر بريطانية- قولها: إن قوات "الهاغاناه" نسفت في ١٦ أبريل ما بقي قائمًا من منازل القرية.

القرية اليوم يكسوها نبات الصبار، وأشجار التين والزيتون، والأراضي المستوية المجاورة لها تُستخدم للزراعة. وأما غير المستوية الواقعة على التلال فتُستخدم كمرعى للمواشي.
 

طباعة
كلمات دالة: