دعوات لاستغلال الأقصى في الضغط على المقاومة

  • | الأحد, 26 نوفمبر, 2023
دعوات لاستغلال الأقصى في الضغط على المقاومة

 

     الأقصى المبارك هو المحدد الرئيس للأحداث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام ١٩٤٨م، وهو ما ظهر جليًّا في الأحداث الراهن داخل الأراضي المحتلة؛ حيث انطلقت عمليات طوفان الأقصى كرد فعل طبيعي ومشروع إزاء الجرأة الصهيونية على انتهاك قدسية المسجد الأقصى، وتدنيس باحاته بشكل متكرر؛ حيث وصف العام 2023م بـ (الأسوأ في تاريخ المسجد منذ احتلال شرقي القدس).

وتستغل منظمات الهيكل موسم الأعياد اليهودية، في الحشد بشكل غير مسبوق لاقتحام الأقصى، وتدنيس ساحاته المشرفة. كما طالبت حكومة الاحتلال الصهيوني بتسهيلات إضافية، ومارست ضغطًا كبيرًا للموافقة على إدخال القرابين إلى الأقصى، وتنفيذ عدد من الطقوس المحظورة، وكلها أمور تعتقد تلك المنظمات المتطرفة أنها باكورة طقوس بمثابة الإعلان عن دخول مخططات تقسيم الأقصى -مكانيًّا وزمانيًّا- حيز التنفيذ، في تمهيد لهدمه، وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه، وإيذانًا بحلول وقت بناء الهيكل اليهودي المزعوم. لعل ذلك كان من أخطر أشكال الاستفزاز خلال الفترة الأخيرة.

وقد سبق أن حذر مرصد الأزهر لمكافحة الضوء من تداعيات هذه الاعتداءات لا سيما بعد بلغت أعداد المقتحمين في عيد العرش فقط نحو (8500) مستوطن، يتقدمهم عدد من المسؤولين أبرزهم عضوا الكنيست "عميت هاليفي"، و"يتسحاق كرويزر"؛ فكان بمثابة القشة التي أذنت باندلاع التصعيد الأخير؛ دفاعًا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين أمام هذه الهجمة الإرهابية المستعرة التي تهدف إلى هدم الأقصى المبارك كمرحلة أخيرة.

وقد تعمدت سلطات الاحتلال منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة، تحييد دور الأقصى المبارك، وإبعاده عما يدور في غزة؛ من خلال فرض حصار شامل على المسجد، والبلدة القديمة، ومدينة القدس، وتحويل باحاته المشرفة إلى ثكنة عسكرية، ومنع المصلين (دون الـ(٧٠) عامًا) من الوصول إليه، والاعتداء الوحشي على كل من يحاول الوصول إليه، بل لم تسلم النساء وكبار السن المسموح لهم بالصلاة بالمسجد من المضايقات، فضلًا عن التحرش بعمال المسجد. الأمر الذي كان سببًا في انحصار الأعداد في صلاة الجمعة خلال الشهر الماضي، إلى ما دون (٥٠٠٠) مصلٍّ أي نحو (١٠٪) فقط من المعدل الطبيعي لعدد رواد الأقصى في أيام الجُمع في الأحوال الطبيعية.

ويسعى الاحتلال من خلال هذا الخناق والاستفراد بالأقصى إلى تحقيق هدفين، الأول: عزل المسجد عما يدور في غزة، ومنع المصلين من التفاعل مع الأحداث. الثاني: استغلال الأحداث الدائرة، وتمكين المستوطنين من تدنيس باحات الأقصى، خاصة مع قيام منظمات الهيكل المتطرفة بحشد المستوطنين، وتحفيزهم على استمرار الاقتحامات، واستغلال منع الفلسطينيين من دخوله. وبالفعل دعت منظمات الهيكل المستوطنين المتطرفين إلى المشاركة الحاشدة في اقتحام الأقصى، يوم ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣م، لإقامة بعض الطقوس اليهودية.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تخطاه إلى المطالبة بهدم الأقصى المبارك؛ حيث نشرت منظمة (حوزريم لهار – عائدون إلى جبل الهيكل) صورة لمصلى قبة الصخرة، وطالبت بهدمه، وبناء هيكلهم "المزعوم" على أنقاضه، متعللة بقولها: "سنؤذيهم في أغلى ما لديهم". كما نشرت منظمة "هار هبيت بيادينو- جبل الهيكل في أيدينا" صورًا لدبابات صهيونية تسير نحو مجسم للهيكل المزعوم، وكتبت: "قريبًا في جبل الهيكل"، وهم يقصدون به الأقصى المبارك.

ويحذر المرصد من الاستهانة بهذه المطالبات الخبيثة في هذا التوقيت العصيب التي تمر به الدولة الفلسطينية المحتلة؛ والذي يتزامن مع إبادة جماعية في غزة، وعدوان بربري في الضفة الغربية والقدس؛ بهدف تهجير الشعب الفلسطيني، والإجهاز على القضية الفلسطينية، والذي من شأنه تشجيع منظمات الهيكل، وسلطات الاحتلال الصهيوني على إقدامهم على تنفيذ مخططاتهم بشأن إقامة هيكل يهودي داخل ساحات الأقصى المبارك، أو على أنقاض مصلى قبة الصخرة، وهو ما يمثل عدوانًا صارخًا على الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.

وحدة اللغة العبرية

طباعة