ففي عرضها لواقعة إطلاق النار عن قرب "أو ما يطلق عليه مسافة صفر" على مواطن فلسطيني مصاب بمتلازمة داون في مدينة الخليل بالضفة الغربية، صاغت شبكة "سي إن إن CNN" عنوانًا مضللًا تعمدت فيه إخفاء حقيقة الفاعل، لتكتفي بعنوان "فيديو يظهر شابًّا فلسطينيًّا معاقًا عقليًّا تم إطلاق النار عليه في الضفة الغربية"، لتلحق به محاولة خبيثة لإبعاد تهمة تعمد قتل مواطن فلسطيني عن قوات الاحتلال وتبدأ خبرها المرفق بالفيديو بعبارة "بدء تحقيق من جانب الجيش الصهيوني حول الواقعة"!
إن ما أشرنا إليه سابقًا في تقاريرنا من اتباع أسلوب "التذييل" لإخفاء الحقائق والدفع في اتجاه بناء رواية مناصرة وداعمة للرواية الصهيونية غير مكترثين بالقواعد المهنية المنظمة لواحدة من أخطر وأهم المهن والأدوات المشكلة للوعي في العالم وهي "الإعلام" يؤكد تورط الخطاب الإعلامي الغربي الموجه لشعوب العالم في طمس الحقائق والتلاعب بالأحداث لأكثر من ٧٠ عامًا لصالح كيان محتل استغل التهمة المعتادة "معاداة السامية" لإخراس الألسنة والضمائر الضعيفة منذ عام ١٩٤٨، ورغم الوضع الكارثي في غزة إلا أن ٦٠ يومًا من عدوان دموي متواصل كانت كافية لتكشف أمام الشعوب الغربية حقيقة وسائل إعلامها التي استخفت بعقولهم لسنوات طويلة.