تصاعُد استهداف المؤيدين للقضية الفلسطينية... مرصد الأزهر: منظمة يـهـودية متطرفة تستهدف المؤيدين للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة من خلال نشر معلوماتهم الشخصية

  • | الأحد, 3 ديسمبر, 2023
تصاعُد استهداف المؤيدين للقضية الفلسطينية... مرصد الأزهر: منظمة يـهـودية متطرفة تستهدف المؤيدين للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة من خلال نشر معلوماتهم الشخصية

النائبة الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب من الشخصيات المستهدفة على الموقع.
تزايد تهديدات القتل للنائبة عن ولاية مينيسوتا الأمريكية، إلهان عمر، وأسرتها في الأسابيع الماضية.
استبيان لجماعة مناهضة: ٤٣٪ ممن سربت بياناتهم على موقع المنظمة حدوا من نشاطهم خوفًا على حياتهم، فيما يعاني ٤٢٪ قلقًا مرضيًّا دائمًا.
ما عرضناه من حقائق يثبت عدم جدية القائمين على إدارة مواقع التواصل ومحركات البحث حيال حذف المحتويات والصفحات المتطرفة على الإنترنت.
تكميم الأفواه في عصر يقال عنه عصر الحريات وحقوق الإنسان ينم عن طبيعة بشرية مضطربة لا تعير للدم اهتمامًا، بل ترى في إهداره وسيلة لنصرة أيديولوجية فاسدة.
"تكميم الأفواه"، والتهم "المعلبة" الجاهزة للاستخدام، و"الاستهداف" جميعها أدوات تستخدم ضد المؤيدين للقضية الفلسطينية في العالم، ففي هذا السياق كشف أحد الناشطين الأمريكيين عن قيام منظمة يـهـودية متطرفة داعمة للكيان الصهيوني تدعى "Canary Mission" بنشر معلومات شخصية عن بعض النشطاء اليـهود من المؤيدين لفلسطين المناهضين للكيان الصهيوني بما يعرض حياتهم للخطر من قبل المتطرفين الداعين للصـهيـونية والكيان المحتل.
وفي مقطع الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الموثق بصور مفصلة عن هؤلاء النشطاء، تبين أن المعلومات التي تنشرها تلك المنظمة -المتسترة تحت اسم لا يدل على حقيقة نشاطها- تسبب في مقتل الناشطة اليـهـودية "سامنثا وول"، قائدة معبد يـهـودي ورئيس جمعية "المنتدى المسلم-اليـهـودي في ديترويت"، وهى واحدة من أكثر الناشطين في مجال تقوية العلاقات المجتمعية وعارضت بوضوح أية دعوات للكراهية أو المعاداة بين المسلمين واليـهـود إلى جانب إدانتها لحرب الكيان المحتل الغاشمة على غزة.
رغم ذلك، استبعدت الشرطة الأمريكية أن تكون تلك الجريمة –التي استهدفت سامنثا أمام منزلها- جريمة كراهية؛ نظرًا للعلاقات القوية التي تتمتع بها داخل المجتمع المحلي، خاصة المجتمع المسلم.
لكن مالك الفيديو الذي كشف توجهات المنظمة المتطرفة رجح أن الدافع للجريمة هو المعلومات المنشورة على الموقع الإلكتروني للمنظمة. يشار إلى أنه تعذر على مرصد الأزهر الدخول إلى الموقع الذي استشهد مالك الفيديو ببعض اللقطات المأخوذة منه؛ إذ يعد الموقع مرجعًا استرشاديًا للمتطرفين المؤيدين للكيان الصـهـيوني للوصول إلى النشطاء والداعمين للفلسطينيين واستهدافهم.
وبمراجعة المرصد لصفحة المنظمة اليـهـودية المتطر فة التي تعرف نفسها عبر جوجل بأنها "توثق معلومات عن الطلاب والجماعات التي تدعو لكراهية الولايات المتحدة، وإسـرائيل واليـهـود"، وجدنا أن الصفحة بالفعل تعج بمنشورات ومعلومات عن أشخاص وجماعات مؤيدة لفلسـطين وتعارض أفعال الكيان الصـهـيوني الدموية، إذ تذكر بعض تلك المنشورات أماكن حضور هؤلاء الأشخاص في فعاليات بعينها، الأمر الذي نعتبره تحريضًا مباشرًا ضدهم.
ومن بين الشخصيات التي لها تبويب خاص ببياناتها على موقع المنظمة المتطرفة، النائبة الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب، لكننا مع الأسف لم نتمكن من الدخول ورؤية هذه البيانات وما كتب عنها من تحريض مباشر ضدها على الصفحة؛ علمًا بأن رشيدة وغيرها من النشطاء المسلمين وغير المسلمين المؤيدين لفلسطين يتلقون تهديدات بالقتل يوميًّا تستهدفهم هم وعائلاتهم أيضًا، فقد أعلنت النائبة عن ولاية مينيسوتا الأمريكية، إلهان عمر، عن تلقيها تهديدات بالقتل لها ولأسرتها أكثر من أي وقت مضى جراء تأييدها للقضية الفلسطينية وحديثها المتواصل عنها.
كشف موقع "إنترسبت" (The Intercept) في تقرير له عام ٢٠١٨ عن حالات "التوثيق" التي ينفذها الموقع المتطرف للطلاب المؤيدين لفلسـطين، في قائمة وصفت بـ "القائمة السوداء"، وتسببت حينها بحالة من الخوف والهلع لإحدى الطالبات حتى أغلقت جميع صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة خوفًا على حياتها، إلى جانب تراجعها عن الالتحاق بالدراسات العليا بسبب المعلومات التي ينشرها هذا الموقع عنها ورأت أنها على الأغلب ستتسبب في رفض طلبها.
ووفق ما صرحت به الفتاة الجامعية، فإن أحد الأشخاص تابع صفحاتها عن كثب على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر تلك المعلومات المحدثة عنها على موقع المنظمة اليـهـودية المتطرفة.
وذكر تقرير "إنترسبت" إن جماعة مناهضة لمنظمة "Canary Mission" المتطرفة أجرت استبيانًا جاءت نتائجه كالآتي: ٤٣٪ ممن سربت بياناتهم الشخصية على موقع المنظمة قللوا من نشاطهم الحقوقي خوفًا على حياتهم وأمنهم بسبب المعلومات المحدثة دومًا التي ينشرها الموقع، فيما قال ٤٢٪ إنهم باتوا يعانون حالة قلق مرضي دائم بسبب نشر معلوماتهم الشخصية على الموقع.
كما لفت التقرير إلى أن مجموعة من النشطاء الداعمين لفلسـطين أكدوا أن موقع المنظمة المتطرفة بات يشكل هاجسًا ومصدر قلق لهم بسبب تعرضهم للاستجواب والترحيل من سلطات الكيان الصهـيوني نتيجة هذه المعلومات المحدّثة باستمرار. كما استجوب مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة آخرين بناءً على هذه المعلومات.
وانطلاقًا من رسالتنا بوصفنا مرصدًا مسئولاً عن مكافحة التطرف، فإننا نتساءل عن مدى جدية مواقع التواصل الاجتماعي والشركات التكنولوجية المسئولة عن محركات البحث في التحرك لحذف المحتويات والصفحات المتطرفة... ألا يعد هذا أحد أشكال الإرهاب التي يعاقب عليها القانون؟ لا نتحدث هنا عن خطاب كراهية متصاعد ضد المسلمين أو اليـهـود بل نتحدث عن استهداف متعمد لأشخاص بعينهم لا لشيء إلا لتعارض آرائهم مع القائمين على المنظمة المتطرفة الداعمة للصـهيـونية.

إن تكميم الأفواه في عصر يقال عنه إنه عصر الحريات والدفاع عن حقوق الإنسان والتشريعات الدولية، لأمر متناقض ينم عن طبيعة بشرية مضطربة لا تعير للدم انتباهًا أو اهتمامًا، بل ترى في إهداره وسيلة لنصرة أيديولوجية حكم بفسادها أصحاب الضمير منذ أمد.

طباعة
كلمات دالة: