بعد تقاعس الحكومة الأفغانية المؤقتة عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام ٢٠٢١، وتولي حركة طالبان السلطة هناك؛ تعرضت البلاد إلى حالة شديدة من انعدام الأمن والاستقرار، وأُتيحت الفرصة أمام طالبان بفرعيها في أفغانستان وباكستان لتوطيد نفوذها وتكثيف عملياتها ما أدى إلى تهديد أمن المنطقة بشكل مباشر.
وبحسب قول وزير الداخلية الباكستانية "رنا ثناء الله خان" يوم الثلاثاء الماضي في مجلس الشيوخ: "إنَّ حركة طالبان باكستان أعادت تنظيم نفسها من خلال مفاوضات داخلية، وبعد وصول حركة طالبان الباكستانية إلى المناطق التي ضمتها، بدأت في تجنيد وتدريب الانتحاريين". الأمر الذي أثار القلق لدى السلطات الباكستانية.
وفي الوقت الذي تقوم فيه طالبان باكستان والتنظيمات الإرهابية الأخرى باختراق السياج الحدودي مع أفغانستان، فإنَّ تنظيم "داعش" الإرهابي استعاد نشاطه مرّة أخرى وعمل على نشر مخالبه في باكستان.
ومما يؤكد على استعادة تنظيم "داعش" الإرهابي نشاطه في باكستان شنَّه (٢٢) هجومًا في إقليم "خيبر بختون خوا" خلال عام (٢٠٢٣) المنصرم، وتنفيذه (٢٩) هجومًا في "بلوشستان" راح ضحيته (١٣٩) شخصًا، ونشاطه في مناطق: ماستونغ، بولان، وقلات، باجور. وقد وصلت نسبة الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن ووكالات إنفاذ القانون في تلك المناطق إلى ٧٥% بحسب البيانات الواردة في تقرير المعهد الباكستاني لدراسات السلام لعام (٢٠٢٣).