"روح الروح" ليست الأولى.. أطفال فلسطين بين الاستشهاد والاعتقال

  • | الأربعاء, 17 يناير, 2024
"روح الروح" ليست الأولى.. أطفال فلسطين بين الاستشهاد والاعتقال

 

               

     تعكس قراءة المشهد في الأراضي المحتلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والتي لم تميِّز بين كبير وصغير، رجل أو امرأة، شبابأطفال أو حتى أجنة؛ فالكل بات مستهدفًا، الكل معرّض للقتل غدرًا في أية لحظة، فكم من أسرة تعرضت للقتل الوحشي بالكامل، وكم من طفل كان يحلم ببعض اللقيمات، أو يؤمل نفسه بحياة هادئة بين أسرته، لكن الكيان استخدم آلياته وعتاده لدك المنازل على رؤوس أصحابها، وتقتيل الأطفال، والنساء، والمدنيين العزّل.

وحسب المادة الأولى من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، فإن كل شخص لم يتجاوز الـ(18) من عمره يُعد طفلًا.. وحسب المادتيْن 4، و6 من الاتفاقية نفسها، فإن الدولة ملزمة بضمان بقائه، ونمائه، وإعطائه حقه الأصيل في الحياة، وبذل أقصى ما في وسعها لتنفيذ كافة الحقوق التي أقرتها الاتفاقية... وبناء على هذه الاتفاقية، وفي ضوء الواقع والمنطق، فإن الدول ملزمة بحماية مواطنيها، والعمل على توفير سبل الأمن، والأمان، والعيش الكريم لهم، وعلى رأسهم الأطفال المحميين بموجب القوانين الداخلية لدولهم، وبموجب القوانين الدولية.

ولكن المعني بكل ما سبق الدول النظامية الشرعية صاحبة الأرض والتاريخ... الدول التي لم تجير على حق غيرها، ولم تستغل الدين، أو السياسة، أو الجغرافيا أو غيرها لانتزاع الأرض، وسرقة التاريخ، والعبث بالموروث الإنساني والثقافي والديني لدول أخرى؛ لتحقيق أهداف استعمارية، مثلما فعلت، وتفعل دويلة الكيان الصهيوني في حق الأراضي المحتلة، وما يلاقيه الشعب الفلسطيني من عدوان على يد احتلال غاشم لم يسلم من شروره ودمويته الأطفال الأبرياء، معتقدًا أن هؤلاء الأطفال يشكلون مصدر تهديد لمستقبله، ومخططاته للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة غاصبة على أشلاء الأبرياء، وأطلال التاريخ؛ لذا لم يجد الكيان الإرهابي حرجًا في أن يضع الأطفال الفلسطينيين على قوائم الاستهداف المباشر، مما أسفر بدوره عن سقوط أعداد كبيرة من أطفال في عمر الزهور بين شهيد، وجريح، وأسير، ليضرب الكيان الصهيوني بعرض الحائط كل القيم الإنسانية من خلال ممارسات تأبى الحيوانات أن تقوم بها حيال صغار أبرياء، ما يُعدُّ انتهاكًا صريحًا للمعايير الأخلاقية كافة، والقيم الإنسانية. وستحاول الوحدة من خلال هذا المقال تسليط الضوء على أرقام وإحصاءات خاصة بالطفل الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني للأراضي المحتلة.

أولًا: الشهداء من الأطفال

                أشار التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين استشهدوا في فلسطين راحوا ضحية الاستهداف المباشر لقوات الاحتلال، وكذلك بسبب مخلفات الحروب والألغام. وأشار التقرير إلى أن عدد الشهداء من الأطفال قد بلغ منذ بدء انتفاضة الأقصى عام (2000م) وحتى يونيو من العام المنصرم 2023م (2270) طفلًا، من بينهم (546) استشهدوا خلال عام (2014م) وحده. وبشيء من التفصيل ذكر التقرير أعداد شهداء أطفال فلسطين على النحو التالي:

عام 2000م

 (93) طفلًا شهيدًا

عام 2001م

(98) طفلًا شهيدًا

عام 2002م

(192) طفلًا شهيدًا

عام 2003م

(130) طفلًا شهيدًا

عام 2004م

(162) طفلًا شهيدًا

عام 2005م

(52) طفلًا شهيدًا

عام 2006م

(124) طفلًا شهيدًا

عام 2007م

(50) طفلًا شهيدًا

عام 2008م

(112) طفلًا شهيدًا

عام 2009م

(315) طفلًا شهيدًا

عام 2010م

(8) أطفال شهداء

عام 2011م

(15) طفلًا شهيدًا

عام 2012م

(43) طفلًا شهيدًا

عام 2013م

(5) أطفال شهداء

عام 2014م

(546) طفلًا شهيدًا

عام 2015م

(31) طفلًا شهيدًا

عام 2016م

(35) طفلًا شهيدًا

عام 2017م

(15) طفلًا شهيدًا

عام 2018م

(57) طفلًا شهيدًا

عام 2019م

(28) طفلًا شهيدًا

عام 2020م

(9) أطفال شهداء

عام 2021م

(78) طفلًا شهيدًا

عام 2022م

(44) طفلًا شهيدًا

من بداية عام 2023 وحتى يونيو من العام نفسه

(34) طفلًا شهيدًا

 

 

                في حين أشار التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد الشهداء من الأطفال الفلسطينيين خلال عام 2021م قد بلغ (87) طفلًا شهيدًا؛ (63) منهم من الذكور، و(24) من الإناث، حيث استُشهد (18) منهم في الضفة الغربية، و(69) في قطاع غزة.  كما جاء تصنيف هؤلاء الشهداء من الأطفال تبعًا للفئة العمرية بواقع (30) طفلًا من الفئة العمرية ( 0: 8 سنوات)، و(20) طفلًا من الفئة العمرية (9: 12 عامًا)، و(16) طفلًا من الفئة العمرية (13: 15عامًا)، و(21) طفلًا من الفئة العمرية (16: 17 عامًا).

                أما عن الفترة الأخيرة، وتحديدًا من مطلع أكتوبر 2023م، فقد سقط ما يزيد عن (23) ألف شهيد فلسطينيٍّ، أكثر من (70%) منهم من النساء وأطفال، حيث ارتفع عدد الشهداء من الأطفال ليصل لـ(10800) طفل، ولا توجد إحصائية نهائية بعدد الشهداء من الأطفال خلال الأحداث الأخيرة؛ نظرًا لوجود مفقودين ومواطنين لا يزالون تحت الأنقاض، إضافة إلى استمرار العدوان الغاشم.

 

 

   ثانيًا: الجرحى من الأطفال

                وعن أعداد الجرحى من الأطفال، فقد أشار التقرير المنشور عبر موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إلى أن عدد المصابين من الأطفال بلغ منذ عام 2008م وحتى إبريل من عام 2022م (29103) جريحًا، موزعين على النحو التالي:

عام 2008م

(556) جريحًا

عام 2009م

(2073) جريحًا

عام 2010م

(342) جريحًا

عام 2011م

(442) جريحًا

عام 2012م

(1082) جريحًا

عام 2013م

(1251) جريحًا

عام 2014م

(4710) جرحى

عام 2015م

(2732) جريحًا

عام 2016م

(1048) جريحًا

عام 2017م

(1205) جرحى

عام 2018م

(6427) جريحًا

عام 2019م

(5557) جريحًا

عام 2020م

(425) جريحًا

عام 2021م

(210) جرحى

عام 2022م

(1043) جريحًا

 

أما عن أعداد الجرحى خلال أحداث غزة الأخيرة، فلا توجد إحصائية نهائية؛ بسبب تزايد أعداد المفقودين والمواطنين المتواجدين تحت الأنقاض، ولكن إذا كان الشهداء يُقدَّر عددهم بأكثر من (17000) شهيدٍ، فإن أعداد المصابين تُقدَّر بالآلاف.

   ثالثًا: المعتقلون من الأطفال

أفاد تقرير وكالة (وفا) الفلسطينية، أن سلطات الكيان الصهيوني اعتقلت نحو (50000) طفل فلسطيني منذ عام 1967م، (20000) منهم اعتُقلوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م، و(9000) منهم اعتُقلوا منذ انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر عام 2015م. في حين أشار التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد المعتقلين من الأطفال الفلسطينيين قد بلغ خلال عام 2021م وحده نحو (1300) طفلٍ.

ومنذ مطلع عام 2022م، اعتقلت السلطات الصهيونية (770) طفلًا، (160) منهم لا يزالون رهن الاعتقال في سجون الاحتلال وذلك حتى 17 إبريل 2023م. أما عن الأحداث الأخيرة، فلا يوجد إحصاء نهائي بأعداد الأطفال المعتقلين خاصة في ظل التوغل البري الذي يقوم به الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية، وقتل واعتقال وتشريد مئات الآلاف من الأبرياء، ومحاولات تهجير أهل غزة قسرًا.

وبشيء من التفصيل أشار التقرير المنشور عبر موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إلى متوسط أعداد المعتقلين سنويًّا في المدة من عام 2008م، وحتى عام 2022م، على النحو التالي:

عام 2008م

(319) معتقلًا

عام 2009م

(355) معتقلًا

عام 2010م

(289) معتقلًا

عام 2011م

(192) معتقلًا

عام 2012م

(198) معتقلًا

عام 2013م

(199) معتقلًا

عام 2014م

(197) معتقلًا

عام 2015م

(220) معتقلًا

عام 2016م

(343) معتقلًا

عام 2017م

(312) معتقلًا

عام 2018م

(271) معتقلًا

عام 2019م

(198) معتقلًا

عام 2020م

(162) معتقلًا

عام 2021م

(154) معتقلًا

عام 2022م

(137) معتقلًا

 

 

ومثل غيرهم من الرجال والنساء، يتعرض الأطفال المعتقلون لشتى أنواع التعذيب والتنكيل داخل سجون الاحتلال الصهيوني مثل: الحرمان من زيارة الأهل، والاحتجاز مع بالغين ومع أطفال جنائيين إسرائيليين (صهاينة)، والتهديد، والضرب، والتحرش الجنسي، والسب، واستخدام وسائل تعذيب نفسية وبدنية لانتزاع الاعترافات منهم. علاوةً على تفشي الأمراض بينهم؛ بسبب انعدام الرعاية الصحية والطبية، وحبسهم في غرف رطبة مليئة بالحشرات، ومنعدمة التهوية، والنظافة.

جدير بالذكر أن الجهاز القضائي الصهيوني يستند في استصداره للأحكام ضد الأطفال إلى الأمر العسكري رقم 132، والذي قرَّر أن الطفل هو كل شخص لم يتجاوز الـ 16 عامًا من عمره، وبالتالي يسهل عليهم محاكمة أي طفل فلسطيني في هذه الفئة العمرية محاكمات غير عادلة، ومخالفة للمعايير والقوانين الدولية. كما أقر الكنيست في عام 2015مشروع قانون يسمح بمحاكمة وسجن من هم أقل من 14 عامًا ممن يخضعون لقانون الأحداث الإسرائيلي المدني، ويعطي للمحكمة الحق في محاكمة الأطفال ممن بلغوا سن 12 عامًا، على أن تبدأ عقوبة السجن الفعلي بعد بلوغهم سن14 عامًا.. أي إنهم يعتقلون الأطفال بموجب هذا القانون، ويحققون معه، ويدينوه، ثم يرسلوه لإصلاحية يبقى فيها حتى بلوغه الـ 14 من عمره.

إجمالًا، إن ما يتعرض له الطفل الفلسطيني من تنكيل، وتعذيب، وترهيب تحت مرأى ومسمع من العالم بأسره يؤكد أن "ازدواجية المعايير" هو العنوان الذي يجب أن يتصدر شاشات وكالات الأنباء العالمية، وأن الإنسانية قد ضُربت في مقتل بسقوط أول طفل شهيد خلال الأحداث الأخيرة. وبات على العالم بدلًا من الوقوف موقف المتفرج مما يحدث للأطفال والنساء والشيوخ، أن يقف أمام نفسه، ويعيد حساباته فيما يخص مفهوم الإنسانية التي يؤمن بها، والتي على ما يبدو أنها باتت تتجزأ طبقًا للمصالح الشخصية، وأن يكف عن التشدق بـ"حقوق الإنسان" التي أُعْدِمتْ بصمته، وربما بتواطؤه مع الكيان الصهيوني.

إن المشاهد الوحشية والصور المأساوية لأطفال غزة أكدت أن هذا الكيان ليس عدوًّا للفلسطينيين وحدهم، بل هو عدو لكل ما هو إنساني، ولكل من هو صاحب قلب حي وضمير يقظ وفطرة إنسانية سوية، إن الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يجعل من الأطفال هدفًا لنيران مدفعيته وطائراته وآلياته العسكرية المتوحشة، لا يمكن بأي حال أن يستحق أدنى صفات البشرية والآدمية، بل لقد تردى هذا الكيان بنفسه في هاوية التوحش والبطش الأعمى، غير عابئ بمواثيق أو معاهدات، وقبل ذلك غير مكترث بحرمة دماء، ولا براءة أطفال.

وحدة البحوث والدراسات

طباعة