مرصد الأزهر: الكيان الصهـيونيّ يشنّ حرب استنزاف ضد سكان غزة بل والشعب الفلسطيني في جميع أنحاء أراضيه المحتلة

  • | الجمعة, 19 أبريل, 2024
مرصد الأزهر: الكيان الصهـيونيّ يشنّ حرب استنزاف ضد سكان غزة بل والشعب الفلسطيني في جميع أنحاء أراضيه المحتلة

     بالتزامن مع العدوان السافر على قطاع غزة، يعمل الكيان الصـهـيوني بشكل منهجيّ على تسريع عملية التطهير العرقيّ في الضفة الغربية، والتخطيط لبناء بؤر استيطانية جديدة؛ بهدف تحسين الواقع الديموغرافيّ لصالحه، مع زيادة وتيرة الانتهاكات في مدينة القدس المحتلة. وجميعها أهداف غير معلنةٍ، يسعى الكيان لتحقيقها تحت مظلة عدوانه البربري على القطاع.

وتؤكد المعطيات أن من وراء الأهداف المعلنة للعدوان الصـهيوني على غـزة (القضاء على المقاومة الفلـسطـينية واستعادة الأسرى)، أهدافًا أخرى خبيثة، يدعمها اليمين الصـ.هـيوني المتطرف، بقيادة مجرم الحرب "نتـنياهو"، ترمي إلى الاستئصال الكلي لشعب فلسـطين، وليس لأهل غـ.زة فحسب؛ إذ يتبين من خلال الأحداث أن الاحتـلال قد استطاع –إلى حد ما- توظيف تلك "الأهداف المعلنة" لتمرير حملات الإبا.دة الجماعية والتطهير العرقي داخل القطاع وخارجه، خاصة بعد فشله في تحقيقها على مدار الشهور الستة الماضية، وحتى يومنا هذا. فمنذ السابع من أكتوبر، والاحتلال يمارس سياسةَ القمعِ بأعلى وتيرة، وعلى المستويات كافة.

هذا ويَعِي الاحتلال جيدًا أنه كلما عَظُمَ حجم الجريمة داخل القطاع، كلما تم التغافل عن جرائم أخرى خارجه، يراها الكثيرون أقل خطورة من المجازر اليومية التي لا تتوقف؛ لتصبح الأهداف المعلنة وراء العدوان وكأنها لافتةٌ مضيئةٌ بأنوار الزّيف، لا يرغب الكيان في تحويل أنظار العالم عنها، إلى أن يتمكن من تحقيق مآربه الخبيثة –غير المعلنة- داخل القطاع وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ففي الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال باستهداف البشر والحجر داخل القطاع، تقوم أذرعه الأخطبوطية اللعينة بتسريع عملية التطهير العر.قي في الضفة الغربية، من خلال العنف المنهجي من قِبَل قواته العسكرية، وقطعان المستو..طنين؛ فبينما تتجه أنظار العالم نحو غزة، يقيم نقاط تفتيش عديدة بجانب الحصار والقيود الصارمة المفروضة على حركة سكان الضفة الغربية منذ بداية العدوان، وإعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين للقيام بأعمال النّهب، والاعتداء على الأشخاص، وإتلاف الممتلكات، كما يقوم الكيان بترحيل مجتمعات رعوية بأكملها، لتفريغ صحراء الضفة من أي وجود فلسطيني فيها، ولإزالة أية عقبة مستقبلية لمشاريعه التوسعية، ولتحسين الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية – بشكل عام- لصالحه.

كما كثَّف الاحتلال جرائمه بحق الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، فخلال الأشهر الستة الماضية، روَّج لبناء ما يقرب من 7000 وحدة استيطانية في المستوطنات القائمة أو المستقبلية في المدينة، وفي الوقت نفسه، قامت بلديته بتسريع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين هناك.

إضافة إلى ذلك، تفاقمت سياسة الحواجز، التي تخنق الأحياء الفلـ.سطـ.ينية الواقعة خلف الجدار العازل، وتمنع من تكتل الفلسطينيين، ضمن سياسة "فَرِّقْ تَسُدْ". كما أفادت تقارير باعتقال 987 فلسطينيًّا في القدس الشرقية وحدها، بينهم أطفال ونساء، وتم وضع المئات من المعتقلين تحت الإقامة الجبرية، إلى جانب الاعتقال الإداري (دون تهمة) لعشرات من السكان، وصدور أوامر بطرد المئات من القدس بشكل عام، أو من البلدة القديمة أو المسجد الأقصى المبارك.

تجدر الإشارة إلى أنه قد تجاوز عدد المعتقلين -داخل سجون الاحتلال- أكثر من 9500 فلـ.سطـينيّ، بينهم 80 سيّدة، وأكثر من 200 طفل، وأن تلك الأعداد لا تشمل كل أسرى قطاع غـزة الذين يتم التنكيل بهم وإخفاؤهم قسريًّا.

وفي ظل تلك الأوضاع المأساوية التي يحياها الفلـ.سطـينيون داخل أراضيهم المحتلة، يؤكد مرصد الأزهر بأنه قد حمل على عاتقه نصرة القضية الفلـ.سطـ.ينية، والتوعية بالانتهاكات الصـهـيونية، وكشف نوايا الاحتلال الخبيثة؛ حيث يبرز الكيان في العلن أهدافًا، يسعى من خلال التلويح بها (لأصحاب العين الواحدة والمعايير المزدوجة)، تمرير جرائمَ أخرى لا تكاد تُرى –على فظاعتها- بسبب هَول ما يعجز الصحفيون والأطباء عن وصفه داخل القطاع المكلوم؛ إلا أن عين الأزهر لا تزال ساهرةً، طالما أن هناك جرح فلسطـينيّ ينزف.

طباعة
كلمات دالة: