يتوجه مرصد الأزهر بالتحية والتقدير إلى الجيش المصري العظيم ورجاله البواسل، خير أجناد الأرض، المرابطين على كل شبر من أرض الوطن للدفاع عنه وحفظ أمنه واستقراره... تحية مكللة بتعظيم الشهداء من عسكريين ومدنيين، وإجلال أهليهم بمناسبة ذكرى تحرير سيناء التي توافق الخامس والعشرين من أبريل. والمرصد إذ يحيي الذكرى وينثر بها التحايا ويذكي بها روح العرفان ويزكّي بسيرتها الأنفس فإنه يؤكد أن الجندية الحقة هي الدرع الواقي الذي يحمي الدين والوطن ضد كل من تسول له نفسه المساس بهما، كيف لا وهي جهاد حقيقي بضوابطه الشرعية كما وردت في الكتاب والسنة.
وكل من قام بحق الجندية فهو صاحب مكانة عظيمة تفوق العبادة الشعائرية؛ فقد كرّم الله أصحابها بإضافته إلى نفسه فقال سبحانه: "وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"، وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؛ حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله"... فأي شرف أسمى من أن يقترن عمل الإنسان بالله، وأي ثواب أعظم من نوال أجر يفوق ليلة القدر في كل ليلة من ليالي السهر على الوطن؟!
إن رجالنا الأشداء بين شهيد معظَّم وحي مكرّم؛ بين قدوة تُحتذى وسلم يُرتَجى، بين علم ترفعه الأيادي وبأس تخشاه الأعادي... سلم لمن بالخير أتى، وموت لمن اعتدى.
أما سيناء فأرض الرباط والتجلي والمسار، مصرية أبد الدهر، مهرها أمس الفداء... وعرسها اليوم البناء. والدعاء موصول أبدًا أن يديم الله على مصرنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، وأن يحفظها من كل مكروه وسوء.