مرصد الأزهرالاحتلال يرتهن الأقصى المبارك

  • | الأحد, 5 مايو, 2024
مرصد الأزهرالاحتلال يرتهن الأقصى المبارك

     حلَّ علينا شهر أبريل العام الجاري ٢٠٢٤ وقد أدرك العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك... وتزامن آخره مع مناسبة توراتية يرغب اليهود في ممارسة طقوسها داخل المسجد الأقصى المبارك، ألا وهي "عيد الفصح اليهودي"، في حين لم يخلُ منتصف الشهر من زَخَمِ الأحداث.

شهدت ليالي الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان اعتداءً على المصلين في باحات الأقصى المبارك والإبقاء على الموجودين داخل المصليات المسقوفة. وعن شهود ليلة السابع والعشرين من رمضان ١٤٤٥ه، فقد أفادَت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن نحو ٢٨٠ ألف مُصَلٍّ توافدوا إلى المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر، وسط إجراءات مشددة فرضتها سلطات الاحتلال على المدينة المقدسة واستمرت في خلال عيد الفطر المبارك للحيلولة دون وصول الآلاف من الشعب الفلسـطيني إلى الحرم القدسي الشريف لأداء صلاة العيد. ورُغم القيود فقد عَلَت  تكبيرات العيد في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حشود كبيرة من المصلين الذين تجاوز عددهم ٦٠ ألفًا، آملين في التوصل إلى هدنة قريبة، وإيقاف العدوان على قطاع غـزة. ولم تمر تلك المناسبات الشريفة دون إصدار الاحتلال قرارات إبعاد وأوامر اعتقال بحق المرابطين ورواد الأقصى، في حين يُسمح للمستوطنين بممارسة الطقوس الاستفزازية في باحاته الشريفة نهارًا.

وفي منتصف أبريل ٢٠٢٤م، خرج وزير "الأمن القومي" الصهيوني المتطرف "إيتمار بن جفير" بخطة، وصفتها قناة "كان" العبرية -في تقريرٍ لها يوم الأربعاء ١٧ من أبريل ٢٠٢٤م- بأنها تُلزِم وزارة "الأمن القومي" بالعمل على توسيع استخدام الوسائل التكنولوجية عند مداخل المسجد الأقصى، واتخاذ إجراءات لتعزيز "السيطرة" (الأمنية) على المسجد. وحذرت القناة من أن الحديث عن توسيع استخدام الوسائل التكنولوجية في المسجد الأقصى يمكن أن يُفضِي إلى إشعال الأوضاع في  القدس، على غرار الاحتجاجات الواسعة التي جرت عام ٢٠١٧م؛ بسبب نصب البوابات الإلكترونية، وأجهزة التفتيش المغناطيسية، والكاميرات الأمنية في مدخل "الأقصى".

وقبيل "عيد الفصح اليهودي" (من ٢٣ إلى ٢٩ من أبريل ٢٠٢٤م) قامت جمعيات ومنظمات صهيونية متطرفة وعلى رأسها منظمة "حوزريم لهار- عائدون إلى جبل الهيكل (المزعوم)" بعرض مكافآت مادية قوامها ٥٠ ألف شيكل (أي ما يزيد على ١٣ ألف دولار) لمن يتمكن من إدخال القرابين للأقصى وذبحها، كما جعلت عودة المستوطنين الأسرى في قطاع غزة هدفًا لهذه القرابين هذا العام؛ لإعطاء الطقس طابعًا سياسيًّا ودينيًّا في آنٍ واحد.

وفي هذا السياق، دعا الحاخام "يسرائيل أرييل" رئيس معهد الهيكل المزعوم، المستوطنين الصـهاينة للتظاهر بالآلاف عند حائط البراق؛ من أجل الضغط على حكومة الاحتلال للموافقة على ذبح "قرابين الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى المبارك، قائلًا: "عند حضور ٢٠٠ ألف شخص عند حائط (المَبْكَى) لن يذهبوا حتى تفتح البوابات أمامهم لتقديم ذبيحة الفصح". وادعى الحاخام الصهيوني أن الحرم القدسي في خطر، بعد أن أدى أكثر من مليون ونصف مسلم الصلاة بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك!

هذا، ويتعرض المسجد الأقصى المبارك –كل عام- في خلال ما يسمى بـ"عيد الفصح" (الذي حَلَّ هذا العام، في الفترة من ٢٣ إلى ٢٩ من أبريل ٢٠٢٤م)، لحملة اقتحامات مسعورة تقودها الجماعات اليهودية المتطرفة، التي تتفاخر بزيادة أعداد مقتحمي المسجد الأقصى من المستوطنين؛ إذ اقتحم ٤٣٤٥ مستوطنًا ساحات الأقصى المبارك، في أيام "عيد الفصح" السبعة، بزيادة قُدِّرَت بنحو ٢١٪ عن العام الماضي ٢٠٢٣م، الذي شَهِدَ اقتحام نحو ٣٤٣٠ مستوطنًا باحاته المشرَّفة.

كان من بين أبرز المقتحمين في عيد الفصح أشهر قادة اليمين الصهيوني المتطرف، الحاخام "يهودا غليك"، وعضو الكنيست "عميت هاليفي"، وقاد الجولات الإرشادية للمستوطنين كل من رئيس منظمة بيادينو "توم نيساني"، والمستشرق الصهيوني "مردخاي كيدار"، وغيرهما ممن قَدَّموا الرواية التوراتية (المزعومة) عن المكان.

كما شارك في الاقتحامات المتحدث باسم منظمات الهيكل "آساف فريد" -الذي انضم في بداية الحرب إلى قوات الاحتياط- واقتحم المسجد الأقصى بالزي العسكري، ونشر صورته أمام قبة الصخرة المشرفة، وكتب: "نرتدي زيًّا رسميًّا لإتمام المهمة، وقبل الدخول في المعركة نصعد للصلاة أمام الرب على الجبل المقدس... لن نوقف الحرب حتى تتحقق جميع أهدافها".

وفي الختام لا يسعُ مرصد الأزهر إلا أن يؤكد أن الأقصى مرتهن عند غاصب محتل غاشم، لا يحترم الأعراف أو المواثيق الدولية، كما يجدد المرصد دعوته إلى الأمة العربية والإسلامية لاتخاذ مواقفَ حازمة لاستعادة المسجد الأقصى من قبضة المحتل، ولمواجهة كل المحاولات الصهيونية الرامية لفرض واقعٍ جديدٍ معجَّل في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن الأقصى في خطر.

                                                

      وحدة رصد اللغة العبرية

 

 

 

 

طباعة