الموضوع الرابع والعشرون

يدعون ونصحح

  • | الأربعاء, 29 يونيو, 2016

إن ما تروج له هذه الجماعات  يتعلق بإيجاد هوية مناسبة تجمع أفرادها   وتجعلهم يتعاطفون مع بعضهم البعض، تلكم الهوية التي يبنيها الدواعش ومن على شاكلتهم على الكذب والخداع فيصورون للعالم أنهم يُقتلون ويُضطهدون ويُمنعون من حريتهم في ممارسة دينهم_ الذي هو أيضا زيف وكذب وتدليس_ وأنهم في الرد على هذه الهجمة الشرسة عليهم وعلى دينهم يقاومون ويدافعون فيؤدي هذا إلى القتل والذبح كنوع انتقام لما يُمارس ضدهم ثم ينقلون هذه الصورة المقلوبة الزائفة إلى العالم مما يجعل المسلمين الجدد في كافة أنحاء العالم يتعاطفون معهم عندما يرونهم يُقتلون فيقررون أنه يجب أن يدافعوا عنهم لأنهم مسلمين مثلهم وبذلك فالدواعش يستخدمون الهوية الدينية للتحكم بالمسلمين الجدد في مآربهم ومطامعهم مستغلين ضعف معرفتهم وثقافتهم الدينية وغلبة حماستهم لنصرة إخوانهم من المسلمين، وإلا فإننا إذا دققنا النظر وجدنا أن غالبية جموع المسلمين وجماعتهم لا يؤمنون بنفس أفكار داعش ولا يعتقدون شرعية أفعالهم بل ولا يخطر ببالهم أنها تمت للإسلام أصلا وإنما أكثر من يؤمن بأفكارهم الشبابُ المندفع الذي اعتنق الإسلام حديثا أو المراهق الذي لا يفهم دينه بعد أو ربما جماعة من الشباب الغربي الذي يشعر بملل في نمط حياته ولا يجد فيها الإثارة الكافية فيتطلع إلى حياة المجاهدين التي تمتلئ إثارة وبطولة تشبه إلى حد كبير الحياة البطولية في الأعمال الفنية الهوليودية التي تستحوذ على نفوسهم.

طباعة
الأبواب: يدعون ونصحح
كلمات دالة: