26

يدعون ونصحح

  • | الجمعة, 1 يوليه, 2016

الهجرة الباقية هي هجرة الكفر والسوء والمعاصي والسكن بأي مكان شريطة أن يستطيع أن يعبد الله فيه غير مكره ولا مضطهد امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لفديك فيما رواه ابن حبان في صحيحه حين قال له: يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا فديك أقم الصلاة، وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قومك حيث شئت)، هذه الأحاديث وغيرها كثير مما لا يشير إليه الداعشي تنص على أن الهجرة إنما كانت مرتبطة بمرحلة اضطهاد رسول الله وصحابته من قبل مشركي مكة وأنه إذا ما أمن المسلم على نفسه ودينه واستطاع أن يعيش في أمان في أي مكان فإنه لا تجب عليه الهجرة، بل وعلى قولهم إن الأرض جميعها بلاد كفر فليست كل بلاد الكفر تجب الهجرة منها، وإنما تجب حال عدم التمكن من ممارسة الشعائر فيها.
خلاصة القول في قضية الهجرة أنها لا تكون إلا في الحال التي لا يستطيع المسلم فيها أن يوحد ربه وأن يعبده في سلام وأمان، وأنها لا تجب أن تكون لأرض بعينها أو فئة مخصوصة أو جماعة من الناس دون سواهم وإنما إلى أي مكان يستطيع فيه المسلم أن يأمن على نفسه ودينه، فليست الهجرة إذًا مخصوصة بالأرض التي سطت عليها داعش.
 

طباعة
الأبواب: يدعون ونصحح
كلمات دالة: