هذا النص إنما كان في مشركي مكة وأن المراد بالنص هنا: "وقاتلوهم حتى لا يفتن مسلم عن دينه وحتى لا يبغى على مسلم، أو حتى لا يرد مسلم عن الإيمان إلى الكفر" وأن الأمر بالقتال إنما كان في مجال رد الفعل ودفع العدوان الذي مارسه المشركون ضد رسول الله وضد أصحابه بل إن الدارس والمتابع والمطلع على غزوات رسول الله يجد أنها كلها كانت لسبب منطقي تتفق العقول على وجاهته، وأنها كلها إنما كانت لرد العدوان ولتأمين الدعوة والمسلمين في أوطانهم، كل هذا لم تتعرض له النصوص الداعشية من قريب أو بعيد، ولم يذكر الدواعش قوله تعالى "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (الأنفال:61)، وتغافلوا قوله تعالى "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة:8)، وأنهما آيتان حاكمتان على كل قتال بين المسلمين وغيرهم في كل زمان ومكان.