هجمات بروكسل

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

  • | الإثنين, 28 مارس, 2016
هجمات بروكسل

يحاول تنظيم داعش الإرهابي إثبات وجوده عالميًّا وذلك من خلال هجماته القوية ضد عواصم أوروبية، وبرغم أن التحالف الدولي الذي يحارب التنظيم في عقر داره يؤكد مرارًا وتكرارًا على ضعف التنظيم وهزلانه إلا أن أعضاء منه استطاعوا في 13 نوفمبر من العام الماضي استهداف العاصمة الفرنسية باريس، وبعد مرور أشهر على الحادث الذي جثم على صدورنا جميعًا استطاعت الشرطة البلجيكية مؤخرًا اعتقال أحد مدبري الهجوم الإرهابي على باريس وهو المدعو صلاح عبد السلام البالغ من العمر 26 عاما؛ فقد طالعتنا صحيفة (daily mail) الجمعة 18 مارس بأن الشرطة البلجيكية تمكنت من اعتقال صلاح عبد السلام برفقة رجل ثانٍ بعد مراوغته لهم مدة أربعة أشهر.

ووفقًا لما جاء على لسان المدعي العام الفرنسي، فإن عبد السلام كان ضمن خمسة مشتبه فيهم من بينهم ثلاثة ساعدوه على الاختباء من الشرطة، مضيفًا أنه قد تم العثور على أسلحة وذخائر في مقر إقامة المتهم ببروكسل، وقد ذكر المحققون الفرنسيون أن صلاح اعترف أنه أراد تنفيذ هجوم انتحاري في ستاد باريس الرياضي، ولكنه تراجع عن قراره، ويذكر أن صلاح قد قام بعديد من الرحلات في أوروبا خلال الأشهر سبتمبر و أكتوبر و نوفمبر تضمنت نقل العديد ممن لهم علاقة بداعش.

وبعد مرور أربع أيام على اعتقال صلاح في بروكسل الذي ظن حينها العديد منا أن أعضاء التنظيم يتهاوون واحدًا تلو الآخر استيقظنا جميعًا يوم الثلاثاء 22 مارس 2016م على ثلاثة تفجيرات إرهابية بالعاصمة الأوروبية نفسها بروكسل، التي استهدفت المطار والمترو بالعاصمة البلجيكية، وقد تناقلت وكالات الأنباء مقتل حوالي 35 شخصًا وإصابة ما يقرب من 200 خلال هذه الهجمات الإرهابية، وقد نشر مطار بروكسل تغريدة له على تويتر تفيد وقوع تفجيرين وأنه تم إخلاء المبنى فضلاً عن تعليق جميع الأعمال الخاصة بالمطار، كما تم إغلاق جميع محطات المترو إثر تفجير استهدف أحدها.

وقد أفادت "RTBF" أن هناك مصدرًا في الشرطة أكد بأن الأخوين خالد وإبراهيم البكراوي وراء هجوم بروكسل؛ حيث نفذ إبراهيم تفجير مطار بروكسل الدولي وقد نفذ خالد تفجير محطة مترو ملبيك كما تم العثور على بصمات للمتهم في حادث باريس صلاح عبد السلام.

وقد نقلت وكالة (i24news) أن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت في مطار ومحطة مترو ببروكسل، فيما أعلنت بلجيكا عن حداد وطني عام لمدة 3 أيام، وقال موقع إخباري مرتبط بالتنظيم باللغة الإنجليزية إن "مقاتلين من تنظيم داعش هم من شنوا هجمات بروكسل"؛ حيث نشرت جماعة داعش الإرهابية بيانًا لها عقب هجمات بروكسل الأخيرة معلنة فيه مسؤوليتها عن الحادث، وقد أثنت الجماعة على الخلية الإرهابية التابعة لها التي قامت بالتفجيرات، وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن حسابًا منسوبًا لتنظيم داعش بموقع تليجرام نشر رسالة توعد فيها بمحاربة الدول المشاركة في التحالف ضده وأكد أن تلك الدول ستشهد هجمات أشد قسوة من اعتداءات بروكسل وأنها "ستعيش أيامًا سوداء"، في إشارة من أتباع التنظيم إلى أن هجمات بروكسل أتت لكون بلجيكا أحد أهم اللاعبين في الحرب على التنظيم بسوريا والعراق.

وقد أكدت وكالة (أسوشياتد بريس) استعداد داعش للقيام بهجمات أخرى ضد أوروبا مصرحة بأن تنظيم داعش يقوم بتدريب ما يقرب من 400 مقاتل للاستعانة بهم في تنفيذ هجمات في الدول الأوروبية ونشرهم كخلايا إرهابية صغيرة في هذه الدول للقيام بهجمات إرهابية على غرار ما حدث في تفجيرات بروكسل الأخيرة، وفي سياق متصل نشرت صحيفة (Sunday Express) أن الجماعة أرسلت تهديدات مباشرة وعنيفة إلى بريطانيا وحلفائها الذين يقومون بمحاربة التنظيم في الشرق الأوسط.

وكان لحادث بروكسل الإرهابي مردود شديد على الواقع الأوروبي وأزمة اللاجئين إليها؛ فقد صرحت رئيسة الوزراء البولندية عزم بلادها عدم استقبال اللاجئين، وذلك إثر تفجيرات بروكسل، وصرحت أيضًا بأن لم يعد هناك إمكانية لاستقبال 7000 لاجئ طبقًا للاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، وكان من المفترض أن تسمح بولندا بدخول 400 شخص من طالبي اللجوء كدفعة أولى هذا العام والباقي على مدار ثلاثة أعوام. وجدير بالذكر أنه كانت هناك العديد من المظاهرات المناهضة لدخول اللاجئين إلى بولندا والتي نظمت من قبل الحركات اليمينية المتطرفة. 

وفي نفس السياق حذر رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تورنبول، بأن عناصر تنظيم داعش تستغل أزمة اللاجئين لإرسال عملاء إرهابيين تابعين لها إلى أوروبا، هذا وقد أشار إلى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في بروكسل ترجع إلى أن حدود أوروبا غير مؤمنة.

وقد صرحت الكاتبة الصحفية (M.G. Oprea) عبر مقال لها على موقع (www.thefederalist.com)  بأن اللوم لا يقع إلا على الدول الأوروبية نفسها، مشيرة إلى أن خوف تلك الحكومات من انتشار مظاهر الإسلاموفوبيا بها هو ما دعاها إلى السماح للاجئين المسلمين من الدخول إلى أراضيها واستغلالها لنشر الإرهاب والتطرف بتلك الدول.

وهذا الاتجاه يوضح مدى استغلال البعض لتلك الهجمات -المدانة بالطبع- لمنع دخول أي مسلم إلى أوروبا والغرب عمومًا في تصاعد واضح لمظاهر العنصرية البغيضة.

وفي تعليقه على هجمات بروكسل، طالب المرشح المحتمل لرئاسة أمريكا السيناتور تيد كروز باتخاذ كافة الإجراءات الصارمة ضد المسلمين في البلاد، وصرح كروز بأنه سوف يستخدم كامل القوة العسكرية لهزيمة داعش وقد صرحت حملة كروز الإنتخابية – طبقًا لما ذكرته صحيفة (Sunday express)- أنه يجب وضع قوانين صارمة لمنع الإرهابيين من دخول أمريكا، وصرح المتحدث باسم حملة كروز أنه يجب السماح للشرطة للتعرف على نقاط الإرهابيين والقبض عليهم لحماية الوطن منهم وذلك بكل الوسائل المتاحة.

كما تابع المرشح الرئاسي للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب هجومه على المسلمين – طبقًا لما ذكرته صحيفة ( Mirror)- حيث اتهم المسلمين ببريطانيا بالتخاذل عن الإبلاغ عن المشتبه بهم من المتطرفين، وفي سياق متصل توعد بهزيمة منكرة لداعش في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.

والجدير بالذكر أن المؤسسات الدينية الإسلامية بالعالم أجمع وعلى رأسها الأزهر الشريف قد أدانوا تلك الهجمات الإرهابية على بروكسل وغيرها من المدن وحذروا من إلصاقها بالدين الإسلامي لافتين النظر إلى أن داعش ومثيلاتها من الجماعات الإرهابية التي تعيث في الأرض الفساد ويستوجب على المجتمع الدولي أن يتصدى لها دون أن يمس المسلمين المسالمين المقيمين في أراضيها.

طباعة