لماذا يهاجم داعش المسلمين ؟!

  • | الأربعاء, 20 يوليه, 2016
لماذا يهاجم داعش المسلمين ؟!

أعلن تنظيم داعش الشهر الماضي مسؤوليته عن العديد  من الهجمات الإرهابية القوية  في مدن اسطنبول و دكا و بغداد والمدينة المنورة. بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية السابقة  مثل بروكسل وباريس، وكان من الواضح أن هذه الهجمات الخيرة تستهدف وبشكل مباشر البلدان ذات الأغلبية المسلمة.

والسؤال الذي يطرح نفسه مع هذه الهجمات الإرهابية الكبرى التي أودت بحياة العديد من المسلمين معظمها وقع خلال شهر رمضان المبارك : هل من المعقول ان يوصف هذا الكيان بانه اسلامي فقط، لأن هذا التنظيم يطلق على نفسه هذا؟!!

استهداف المسلمين في المقام الأول قد يكون محيرا للكثيرين فإذا كانت داعش ترغب في استقطاب المزيد من الأتباع المسلمين لينضموا إليها في صراعها العالمي من أجل دعم إقامة الخلافة المزعومة، وفي نفس الوقت نجد  قتل العديد من المسلمين.

فالأمر هنا سيكون فيه تناقض واضح إما أن داعش قد أخطأت في تنفيذ استراتيجتها أو أن داعش ليست خلافة إسلامية وليس لها علاقة بالاسلام .

هناك الكثير من المبادرات التي يطلقها العقلاء وكثير من المثقفين ينبهون فيها الرأى العام فيها للتفرقة بين تعاليم الاسلام ومايقوم به هذا التنظيم الإرهابي

ومما نراه على مر العصور أن الدين الإسلامي يؤكد على قيم عالمية اسلاميه وتنادي بها  كل الأديان مثل السلام والرحمة بين الناس وهى مبادىء راسخة في الإسلام سار المسلمون على هديها أكثر من 1400 سنة .

ومازال المسلمون مستمرون في المضى قدما متبنين مبادىء الوسطية ، فحتى يومنا هذا نجد الالاف من علماء الإسلام البارزين وكذلك أكبر المؤسسات الإسلامية في العالم والتي تمثل المسلمين تندد وتدين افعال تنظيم داعش.

الحقيقة إن مواجهة تنظيم داعش تتطلب أكثر من مجرد التأكيد على أن تنظيم داعش ليس إسلامي وليس هناك أدنى علاقة بينه وبين الإسلام.

وعلينا قبل محاربة داعش أن نفهم لماذا نجد هناك بعض الدعم والتعاطف بل والانضمام إلى التنظيم من قبل بعض المسلمين،  بالرغم من أننا إن كنا قد سلمنا أن داعش ليست إسلامية وليس لها علاقة بالإسلام فلم نجد هذا الدعم من قبل بعض المسلمين ؟!  

الحقيقة أنه ليس هناك تعارض في الأمر فإن كنا قد نفينا عن داعش صفة كونها إسلامية فلم ننفي عنها أن هناك مسلمون ينضمون إليها،  ولكن المحير هذا التناقض  هى تدعى كونها اسلامية وفي نفس الوقت تستهدف مسلمين!! لا يوجد سوى منطق واحد هو أن داعش إما كونها تسير في تنفيذ مخططها الإستراتيجي بشكل خاطىء أو انها خطة متعمدة لتشويه صورة الإسلام وباتالي فمن الخطأ الفادح أن ينسب هذا التنظيم الإرهابي إلى الإسلام.

كما أن مايحدث في العالم الاسلامي قد يمثل للبعض دافعًا ينضم به إلى داعش ومن أهم هذه العوامل  التي تدفع بعض المسلمين الانضمام  الى داعش هو الشعور بالإحباط  الشديد من هذا المستنقع السياسيى الذي يسود العالم الإسلامي ،  وشعور بعض الشباب المسلم بعدم القدرة على التواصل مع المجتمع والغربة والنفور الذي يولد لديه وحدة نفسيه تستغلها داعش في استقطابه،  هذا بالإضافة إلى وجود حلم دينى إسلامي بالتخلص من هذه المعاناة بتطبيق الشريعة الإسلامية وهذا يسهل على التنظيم استغلال هذه الفكرة و وضع روايات خيالية تعزز هذا الحلم الغير مشروع  بوضع بعض اللمسات الموجودة في الدين الإسلامي،  ولكن بعد نزعها من سياقها وتحريفها ، وكذلك لدى داعش منصة أخرى تستطيع أن تحتضن بها الأتباع الذين لديهم أفكار طائفية فهى توفر منصات لهؤلاء المسلمين الساخطين فتحرك مشاعرهم الطائفية وتقويها لتصل إلى أقسى درجات العنف والقسوة، وغالبا ماتركز فيه على الأقليات المسلمة في البلاد غير إسلامية

في النهاية من المؤكد  انه من السهوله إثبات أن داعش ليس لها علاقة بالاسلام ، وباتالي قد تفيد في منع بعض المسلمين من الانضمام إلى داعش ، ولكنها لن تقضى على داعش، وما نحتاجه بشكل كبير هو فهم عميق للتاريخ الاسلامي وكيف يتم التعامل مع هذا التاريخ بشكل انتقائي الأمر الذي سيوضح هذا التناقض الصارح في فكر هذه الجماعات فكيف تستقطب المسلمين وفي نفس الوقت تستهدفهم بالقتل؟!!

طباعة