أفادت دراسة جديدة قام بها مركز بيو للأبحاث أن إسرائيل تعاني من انشقاقات على المستوى الديني، وهي الانشقاقات التي أفادت الدراسة أنها متجذرة بين الطوائف اليهودية المختلفة وليس بين اليهود وغيرهم من العرب ساكني الدولة العبرية.
وتطرقت الدراسة إلى الطوائف الدينية الثلاثة الرئيسية في إسرائيل وهي الحريدية والدينية المحافظة والعلمانية، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن هذه الطوائف الثلاثة تعيش في نفس الدولة الصغيرة إلا أن أيَّا من أفرادها لا يتخذ الكثير من الأصدقاء من أفراد الطائفتين الأخريين، كما أنهم لا يتزوجون من بعضهم البعض إلا نادرا.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الانشقاقات تظهر بشكل جلي واضح في المواقف المتعارضة التي تتخذها كل من هذه الطوائف الثلاثة فيما يتعلق ببعض القضايا السياسية العامة، مثل الزواج والطلاق والتحول عن اليهودية إلى غيرها من الديانات والخدمة العسكرية الإلزامية والتمييز بين الجنسين والنقل العام. وتشير الدراسة إلى أنه في الوقت الذي يطالب فيه كل من الحريديين والمحافظين الدولة بتعزيز المعتقدات والقيم الدينية، فإن العلمانيين من اليهود يطالبون الحكومة بفصل الدين عن سياسة الدولة.
وفيما يتعلق بقضية الديموقراطية، فإن السواد الأعظم من اليهود- حسبما تشير الدراسة- يتفقون من الناحية النظرية على أن إسرائيل من الممكن أن تكون دولة عبرية وديموقراطية في الوقت ذاته، بيد أنهم يختلفون من الناحية العملية فيما يتوجب فعله في حالة إذا ما تعارضت الديموقراطية مع الشريعة اليهودية (هالاخاه)، على النحو التالي: يرى السواد الأعظم من اليهود العلمانيين أنه يجب أن تقدم الديموقراطية على الشريعة في حين يرى غيرهم من الطائفتين الأخريين وجوب تقديم الديموقراطية على الشريعة.
وتشير الدراسة أيضا إلى أن هذه الفرق الثلاث تختلف فيما بينها حول أصل الهوية اليهودية لكل منها، ففي الوقت الذي يزعم فيه اليهود الحريديين أنها مسألة دينية، يرى العلمانيون أنها مسألة متعلقة بأصول أسلافهم / أو الثقافة.
وتعلق الدراسة على هذا الأمر مبينة أن الهوية الدينية في إسرائيل أمر معقد قد يمتد ليشمل مبادئ الدين والعرق والقومية والعائلة، فحينما يسأل أحدهم عن ديانته، فيجيب قائلا: "اليهودية"، وذلك على الرغم من أن نصف الشعب اليهودي- وفق الدراسة- يصف نفسه بالعلمانية، وتضيف الدراسة قائلة أن بعض اليهود يعتقدون أن الهوية الدينية مرتبطة بالفخر القومي الإسرائيلي، ويجدر القول أن الدراسة قد بينت أن السواد الأعظم من العلمانيين يقدم نفسه باعتبار كونه إسرائيليا أولا ثم يهوديا ثانيا، في حين يفعل اليهود الحريديون والمحافظون العكس.
وحدة رصد اللغة الإنجليزية
المصدر: http://www.pewforum.org/2016/03/08/israels-religiously-divided-society/