مرصد الأزهر يحذر: عام 2024 قد يكون أحد أسوأ الأعوام مرورًا على المسجد المبارك.
الدعوات الصهيونية لهدم الأقصى، أو على الأقل إقامة كنيس يهودي كخطوة تمهيدية للهدم، بات تنفيذها قاب قوسين أو أدنى.
موسم الأعياد القادم الممتد ما بين الخميس 3 أكتوبر حتى الخميس 24 أكتوبر المقبل سيكون أعتى مواسم الاجتراء على الأقصى منذ خيم شبح الاحتلال عليه.
احتفلت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا - بيادينو"، أحد أبرز منظمات الهيكل "المزعوم"، باقتحام أكثر من 55 ألف مستوطن لباحات الأقصى المبارك منذ بداية العام العبري، والذي ينتهي مساء اليوم الأربعاء الموافق الثاني من أكتوبر الجاري؛ ليسجل هذا العام رقمًا غير مسبوقٍ لأعداد المستوطنين مقارنة بالعام الماضي الذي كان يحمل الرقم الأكبر منذ احتلال القدس بـ 51 ألف مستوطن، وفق بيانات المنظمة.
وقد عبر الرئيس التنفيذي للمنظمة المتطرفة، "توم نيساني"، عن سعادته باقتحام هذا العدد غير المسبوق من المستوطنين في ختام العام العبري، مؤكدًا أن الحرم القدسي هو جوهر القضية والنزاع بين اليهود والمسلمين، وزعم أن انتصار الصهاينة داخل الأقصى سيضمن لهم الانتصار المطلق في غزة ولبنان.
وفي ضوء هذه الانتهاكات، يؤكد مرصد الأزهر أن احتفال الصهاينة بتلك الأعداد غير المسبوقة يشير بلا ريب إلى أن الأقصى المبارك أمام معركة وجود حقيقية؛ خاصة في ظل الدعوات الرسمية من مسؤولين صهاينة ببناء كنيس يهودي داخل الأقصى المبارك، وسماح الشرطة الصهيونية للمستوطنين بأداء الصلوات والطقوس اليهودية التي كانت ممنوعة على مدار سنين طوال، إضافة إلى السابقة الخطيرة المتمثلة في نشر منظمة "نشطاء من أجل الهيكل" مقطع فيديو يظهر فيه احتراق المسجد الأقصى، وعلّقت عليه بقولها: "قريبًا هذه الأيام". وذلك في الوقت الذي نجحت فيه منظمات الهيكل المتطرفة من التأسيس المعنوي للهيكل المزعوم عبر إقامة صلوات الصباح والظهيرة واحتفالات البلوغ والزفاف، وإحياء بعض طقوس العبادة القربانية المختصة بالهيكل داخل المسجد الأقصى المبارك، من بينها تقديم القرابين النباتية، وإحياء السجود الملحمي بالانبطاح على أرضية الأقصى المبارك، علاوة على إدخال بعض الأدوات التوراتية، مثل شال الصلاة، والنفخ بالبوق في بعض المناسبات العبرية، وعلى رأسها عيد رأس السنة العبرية.
وقد شهد العام المنقضي 2023 خلال الأعياد والمناسبات الصهيونية وقائع تهويدية جديدة لفرض تغييرات نوعية في واقع المسجد الأقصى المبارك، من بينها تخصيص الساحة الشرقية للأقصى وكأنها هيكل مصغر غير معلن لأداء الطقوس التلمودية طوال مدة الاقتحامات، ورفع العلم الصهيوني داخل ساحات الأقصى وحماية الشرطة للمصلين اليهود وأداء السجود الملحمي.
ويحذر مرصد الأزهر بعد فرض وقائع تهويدية جديدة في الأقصى، وشن عدوان موسع على الضفة الغربية، واستمرار حرب الإبادة على غزة، والبدء في عدوان موسع على لبنان، من أن عام 2024 قد يكون واحدًا من أسوأ الأعوام مرورًا على الأقصى المبارك؛ حيث تُرجح جميع التوقعات أن موسم الأعياد القادم، الممتد على مدى 22 يومًا ما بين الخميس 3 أكتوبر حتى الخميس 24 أكتوبر المقبل، والذي يتلوه مباشرة الذكرى العبرية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" في الـ 25 من أكتوبر، سيكون أعتى مواسم الاجتراء والعدوان على الأقصى منذ خيم شبح الاحتلال عليه. وهي أمور تجعلنا نتوقع أن عام 2024 سيشهد العدد الأكبر للمقتحمين منذ احتلال شرقي القدس عام 1976، علاوة على استغلال موسم الأعياد المقبل لشن أكبر عدوان على الأقصى المبارك لتحقيق النصر المطلق المزعوم من قبل الكيان بعد عام من انطلاق "طوفان الأقصى".
ويشدد المرصد على أن الإرهاب الصهيوني المستفحل داخل الأقصى المبارك، والذي يتخذ حرب الإبادة الجارية في غزة غطاءً له، لا بد وأن يُقابل بموقف عربي وإسلامي استثنائي يتعدى حدود الشجب والاستنكار الذي بات غير مجدي أمام الغطرسة الصهيونية. فالأقصى المبارك بات في خطر مُحدق، والدعوات الصهيونية لهدمه، أو على الأقل إقامة كنيس يهودي كخطوة تمهيدية للهدم، بات تنفيذها قاب قوسين أو أدنى إن لم يحدث تحرك فعلي ويُتخذ موقف جدي يتصدى لها، ويذود عن أولى القبلتين وثالث الحرمين.