كشف تقرير لصحيفة هآرتس العبرية أن صورًا للأقمار الصناعية أظهرت حجم الدمار الذي شهده مخيم "جباليا" للاجئين الواقع شمال قطاع غزة، والذي يُعدُّ أكبر مخيم للاجئين داخل القطاع، والذي كان يسكنه أكثر من (116) ألف لاجئ؛ إذ أظهرت الصور تدمير المخيم بشكل شبه كامل؛ وهو الأمر الذي يوحي باستمرار تدهور الوضع الإنساني بالمناطق الشمالية من القطاع.
وأوضح التقرير أنه -وفقًا للصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، والتي نشرت خلال الأيام الأخيرة من مخيم اللاجئين في شمال القطاع- يتضح أن المنطقة بالكامل لم تُعدُّ صالحة للعيش؛ حيث تم تدمير عشرات الآلاف من المنازل بشكل تام، فيما تعرضت البقية لأضرار جسيمة، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية لشمال القطاع بأكملها، وهو ما يخالف ما التقطته الأقمار الصناعية الشهر الماضي؛ إذ كان من الممكن رؤية بعض المخيمات بين المباني، ولكنها لا توجد خلال الصور الأخيرة؛ إذ أصبحت المنطقة الآن بمثابة جيب عسكري لقوات جيش الاحتلال الصهيوني.
كما كشف التقرير -وفقًا لشهادات عدد من كبار المسئولين على المستوى السياسي والأمني داخل الكيان الصهيوني- أن عملية إخلاء شمال غزة بما فيه "مخيم جباليا" ليس جزءًا من "خطة الجنرالات"، بل هي خطة مُطالَب جيش الاحتلال بتنفيذها بشكل فعلي؛ عبر إخلاء مدن وقرى شمال القطاع من سكانها.
ومن جانبه، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الاحـتلال ما زال يرتكب جرائم إبادة جماعية، وتهجير قسري للمواطنين الفلسطينيين من شمالي القطاع، عبر تدمير ما تبقى من منازل ومخيمات للاجئين الفلسطينيين، وكذلك تدمير مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، والتي تظهر عبر الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية.
ويجدد المرصد دعوته لأهمية التعامل مع قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال كلٍّ من: رئيس وزراء الاحـتلال نتـنياهو، ووزير حربه السابق يوآف جالانت، واللذين يعدان المسئولَيْن المباشرَيْن عن تنفيذ جرائم الإبادة المرتكبة على يدي قوات جيش الاحـتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني؛ إذ يعد تنفيذ قرار المحكمة والانصياع لما جاء بالمذكرة -التي أصدرتها المحكمة الدولية بحق كلٍّ منهما- يأتي من أجل منع تكرار تلك الجرائم والإبادة التي تتقاصر الكلمات عن وصف بشاعتها.