المدير التنفيذي لمرصد الأزهر أ.د/ رهام سلامة: تهدف المبادرة إلى حماية الشباب من أفكار التنظيمات الإرهابية التي تَعدُّهم وقودها للاستمرارية في أنشطتها التخريبية للمجتمعات
يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فعالياته الموجهة إلى شباب الجامعات، وضمن مبادرة "نحو رؤية أزهرية لمواجهة التطرف" نظَّم محاضرتين اليوم الأربعاء، الموافق 27 نوفمبر، لمجموعة من طلبة كليات جامعة الأزهر، حول إستراتيجيات التنظيمات الإرهابية لنشر أيديولوجياتها المتطرفة واستقطاب الشباب، وأهم الآليات لمنع الانسياق وراء تلك الأفكار الهدامة.
وقد افتتح الدكتور/ محمد بناية، مشرف وحدة التطوير والمتابعة بمرصد الأزهر، اللقاء بنبذة تعريفية عن المرصد ودوره في بناء الإنسان بوصفه خليفة الله في الأرض، وكيفية استغلال ما حباه الله من إمكانات في إعمار الكون وبناء الحضارات. كما أوضح -في كلمته- مظاهر فساد أفكار التنظيمات المتطرفة، وبُعدها عن مقاصد الشريعة الإسلامية التي تنص على ضرورة حفظ الدِّين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.
من جهته، تناول الدكتور/ حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بالمرصد، أوجه التطرف في أولى محاضرات اليوم، موضحًا تعريف التطرف في اللغة والاصطلاح. كما أكد "شعبان" أن التطرف ظاهرة غير مرتبطة بجنس معين، أو أتباع دِين معين، إنما ترتبط بظروف معينة خاصة في المجتمعات التي يكون شبابها عرضة للاستقطاب من التنظيمات المتطرفة. وخلال المحاضرة تعرَّض شعبان لأسباب ظاهرة "رُهاب الإسلام" في الغرب أو كما تعرف بـ "الإسلاموفوبيا"، موضحًا أن التطرف كله فروع لشجرة واحدة سُقيت بماء العنف والإرهاب.
وفي المحاضرة الثانية التي جاءت تحت عنوان: "الأخوة الإنسانية بين النظرية والتطبيق"، استعرض الأستاذ/ محمد مكي، الباحث بمرصد الأزهر، دور الفرد في المجتمع وداخل أسرته تحت المظلة الكبرى المتمثلة في الإنسانية، مستدلًّا على أهمية الإنسانية في تسيير الأمور الحياتية للإنسان في جميع الأدوار الموكلة إليه بالوثيقة التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس، في الرابع من فبراير عام 2019م، والتي طافت بنودها حول حماية الإنسان من المخاطر كافة، وبنائه بناءً سليمًا، وتهيئة الحياة التي تناسب الإنسان؛ ليكون منتجًا في المجتمع، وقادرًا على التعايش مع المتغيرات التي تحدث يوميًّا في العالم.
وفي ختام فعالية اليوم، أكدت أ.د/ رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر، على أهمية مبادرة "نحو رؤية أزهرية لمواجهة التطرف" في حماية طلابنا من شباب جامعة الأزهر من براثن التطرف الذي تسعى التنظيمات الإرهابية لنشر أفكاره بين فئة الشباب على وجه التحديد -بوصفهم وقودها- للاستمرارية في أنشطتها التخريبية للمجتمعات، ولكونهم في الوقت نفسه العنصر الرئيس للنهوض بالمجتمعات، وعليهم يتم التعويل لبناء مستقبل أفضل.