في خطوة جديدة للتضييق على تعليم الفتيات في أفغانستان، أعلن وزير الصحة في حكومة طالبان، بخت الرحمن شرافت، خلال اجتماع مع مسئولي المعاهد الطبية، أن زعيم حركة طالبان، هبة الله آخوند زاده، أصدر قرارًا يقضي بمنع الفتيات من الالتحاق بالمعاهد الطبية، أو الدخول إلى الصفوف الدراسية، اعتبارًا من يوم الثلاثاء، الموافق 3 ديسمبر 2024م، وإلى أجل غير مسمى.
وجاء في الرسالة الصوتية التي أُرسلت إلى الطالبات وتناقلتها بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية: "ببالغ الأسف، لقد التقينا للتو بوزير الصحة، الذي أبلغنا بضرورة غلق جميع المعاهد الخاصة والحكومية في وجه الفتيات حتى إشعار آخر. ويؤسفني أن أطلعكم على هذا الخبر المؤلم، لكن عليكم أن لا تحضروا إلى الدراسة في المعاهد بداية من غد وحتى إشعار آخر".
وكانت حكومة طالبان قد أصدرت قرارًا يحظر تعليم الفتيات بعد الصف السادس الابتدائي، ومنع ارتياد الجامعات أو الالتحاق بجميع التخصصات، باستثناء التخصصات الطبية، وعلَّلت قرارها بعدة أسباب، منها: منع الاختلاط بين الجنسين، ومنع سفر الفتيات بدون محرم، وعدم الالتزام بقواعد اللباس الشرعي، وكذلك التحاق الفتيات بتخصصات لا تتناسب مع مبادئ الشريعة الإسلامية؛ وفق زعمهم.
وتعقيبًا على قرار طالبان الأخير، يُعرب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن أسفه لصدور مثل هذه القرارات، التي تتناقض جذريًّا وتعاليم الإسلام التي ساوت بين الرجل والمرأة في الحقوق، ومن بينها: حق التعلم الذي يُعدُّ السبيل لنهضة الشعوب وبناء حضارتها. لا سيما أن أفغانستان من الدول التي تجرعت مرارة الحروب والصراعات التي أدت إلى انهيار الأوضاع الاقتصادية والسياسية، بل والاجتماعية، على مدى عقود طويلة؛ وهو ما انعكس سلبًا على جميع القطاعات الحيوية فيها، مثل: القطاع الصحي؛ حتى أصبح تعليم المرأة أمرًا ضروريًّا؛ للنهوض بهذه القطاعات مجددًا.
كما يعرب المرصد عن قلقه إزاء العواقب السلبية التي قد يتعرض لها نظام الرعاية الصحية في أفغانستان جراء هذا القرار، ويؤكد على ضرورة إرساء نظام يضمن مشاركة المرأة في كل المجالات، بالإضافة إلى ضمان حصولها على الحق في الالتحاق بالميادين العلمية دون تمييز أو إقصاء.