في سياق مشاركته في احتفال انطلاق موسم عيد الميلاد مع الجالية الفلسطينية، أعرب الرئيس التشيلي، جابرييل بوريك، عن تأييده للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان في الوقت الذي يتم فيه التغاضي عن الإبادة الجماعية.
وخلال كلمته في احتفال يحمل عنوان: "من بيت لحم إلى تشيلي: نور من الأمل"بمناسبة بدء موسم عيد الميلاد وبحضور الجالية الفلسطينية في سانتياجو، أشار الرئيس بوريك إلى أن الحديث عن الأوضاع في غزة أصبح يبدو وكأنه محظور. وقال: إذا رفعت عَلَمًا، تصبح متهمًا بإنكار الآخر، وكأنه يجب علينا أن نختار بين أنواع مختلفة من الوحشية، لكن الحقيقة تكمن في أنه لا يجب علينا اتخاذ مثل هذا الخيار. إن اختياري هو الإنسانية، وما يقوم به بنيامين نتنياهو يُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وأضاف قائلًا: لن نكون مجرد متفرجين صامتين على هذه المأساة. لم نكن كذلك، ولن نصمت في مواجهة الظلم والمعاناة الموجهة عمدًا ضد الأبرياء، من الأطفال والنساء والمسنين.
وقد افتتحت المراسم بدقيقة صمت تكريمًا لأرواح شهـ داء غزة، حيث تم عرض أسماء الأطفال الذين فقدوا أرواحهم على شاشة كبيرة، في مشهد يجسد المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وفي كلمته التي ألقاها بمناسبة هذا الحدث، دعا رئيس الجالية الفلسطينية، موريس خميس ماسو، الطبقة السياسية في تشيلي إلى الموافقة على مشروع القانون الخاص بـ حظر استيراد منتجات المستوطنات والمناطق المحتلة، الذي يحظى بتأييد برلماني واسع.
وأشار خميس إلى أن إقرار هذا القانون لا يهدف فقط إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، بل سيجعل من تشيلي أول دولة في العالم تتخذ خطوة ملموسة ضد الاحتلال.
من جانبه، أعرب الرئيس بوريك عن التزام حكومته بدراسة المشروع، مشددًا على دعمها للحقوق الفلسطينية العادلة.
من الجدير بالذكر أن تشيلي، التي تضم واحدة من أكبر الجاليات الفلسطينية خارج الوطن العربي، قد اعترفت بدولة فلسطين دولةً حرةً ومستقلة وذات سيادة في عام 2011 خلال ولاية الرئيس السابق سبستيان بينيرا. على الصعيد الدولي، قدمت شيلي بالتعاون مع المكسيك طلبًا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب محتملة قد ارتكبت خلال الصراع بين فلسطين والكيان الصهيوني، مما أسفر عن إصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو. إضافة إلى ذلك، انضمت شيلي في سبتمبر 2024 إلى جنوب أفريقيا في توجيه اتهامات للاحتلال بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
هذا ويُعبر مرصد الأزهر عن تقديره لموقف تشيلي الداعم للقضية الفلسطينية، والذي يعكس الدور الإنساني الذي ينبغي على دول العالم أن تضطلع به لمواجهة اعتداءات الاحتلال وممارساته الإجرامية. ويؤكد أيضًا على ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية والقانونية الرامية إلى محاسبة المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية، والعمل على وقف آلة القتل التي تستهدف الأبرياء في غزة. إن هذه الرسائل، التي تنطلق من قلب الجالية الفلسطينية في تشيلي، هي نور أمل يشق ظلمات المعاناة، ودليل على أن القضية الفلسطينية ليست معزولة، بل هي قضية إنسانية عادلة تلامس ضمير العالم أجمع. ويبقى الأمل في أن تلهم هذه المواقف الحكومات والشعوب حول العالم لاتخاذ خطوات حقيقية نحو إنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، لأن الإنسانية تقتضي الوقوف مع الحق، ومواجهة الظلم دون تردد.