"جيل التمكين 2" .. طفولة اغتالتها يد الإرهاب

  • | الأحد, 5 يناير, 2025
"جيل التمكين 2" .. طفولة اغتالتها يد الإرهاب

 

في مشهدٍ يعكس حجم التحديات التي تواجهها الإنسانية في صراعها مع الفكر المتطرف، يبرز الإعلام الدعائي كأحد أخطر الأسلحة التي تستخدمها التنظيمات المتطرفة لتحقيق مآربها الخبيثة، ويبرز من بين هذه التنظيمات "تنظيم داعش - ولاية غرب إفريقيا"، الذي يواصل توظيف الوسائل كافة لترسيخ أيديولوجيته، وبسط نفوذه. وفي خطوة تعكس عمق إستراتيجيات هذا التنظيم الدعائية والتكتيكية، نشر المكتب الإعلامي التابع لولاية غرب إفريقيا إصدارًا جديدًا بعنوان: "جيل التمكين"، كرسالة صادمة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، والأهداف المبطنة، ليعيد طرح تساؤلات عديدة حول مستقبل المجتمعات التي يتغلغل فيها هذا التنظيم؛ حيث يعرض الفيديو إستراتيجية التنظيم الممنهجة لتجنيد الأطفال، وصناعة جيل جديد يراه خليفة لمشروعه، في محاولة لإثبات بقائه، وتمسكه بأحلامه التوسعية.

هذا الإصدار الذي استغرق نحو 30 دقيقة غمره التنظيم بالرسائل الرمزية والمباشرة؛ حيث يسلط الضوء على أطفال لم يُمنحوا فرصةً ليعيشوا براءتهم، بل أُجبروا على اعتناق هذا الفكر الظلامي والتحول إلى أدواتٍ للحرب والدمار. فبين مشاهد التدريب العسكري، والتلقين الديني، والعروض القتالية، ومحاولات التنظيم لتقديم نفسه راعيًا للتعليم والدين؛ يطرح الفيديو العديد من التساؤلات حول كيفية تعامل المجتمع الدولي مع هذه التحديات، ومصير جيل بأكمله وقع في قبضة التطرف؛ حيث تتلاشى براءتهم في خضم الصراعات، ويُعاد تشكيل هويتهم ليصبحوا أدوات للدمار بدلًا من أن يكونوا بناة لمستقبل أفضل.

بداية ملغومة بالرسائل الدينية والعسكرية

يبدأ الفيديو بمشهد صادم لأطفال ملثمين ومدججين بالسلاح، في صورة تعكس مزيجًا من الاستفزاز والدهشة؛ لجذب انتباه المشاهد، وإثارة الفضول أو الصدمة، يتلوه مشهد آخر لأحد الأطفال الذي يرتل الآية الكريمة بصوت عزب، لتضفي لمسة من الرمزية الدينية التي يسعى التنظيم من خلالها إلى التأثير العاطفي وتسويغ أفعاله؛ حيث تلا هذه الآية الكريم: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ٣٢﴾ [التوبة: 32]. من خلال هذه الآية يروج التنظيم لفكرة أنه يتعرض لهجمة عالمية، هدفها "إطفاء نور الله" أي القضاء على الإسلام، مصورًا نفسه أنه المدافع عن الدين الإسلامي في مواجهة "الأعداء"، وأنه جزء من معركة مقدسة لتمكين نور الله في الأرض.

هذا إضافة إلى أن استخدام هذه الآية يهدف إلى تعبئة أتباعه نفسيًّا وروحيًّا، من خلال تصوير الصراع كمعركة كونية بين الحق (المتمثل في التنظيم حسب روايته)، والباطل (المتمثل في أعدائه). كما يريد أن يوصل رسالة بأن الله يدعم مشروعه، وأنه مهما تكاتفت الجهود لإسقاطه، فإن الله سيكمل نوره، مما يعزز من فكرته الدعائية القائلة "بأنه يمثل الدين الحق، وأن نصره قادم لا محاله".

وفي مشهد آخر يتلو أحدهم هذه الآية الكريمة: ﴿وَلَقَدۡ كَتَبۡنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعۡدِ ٱلذِّكۡرِ أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّٰلِحُونَ﴾ [الأنبياء: 105]. واختيار التنظيم لهذه الآية، يحمل دلالات متعددة تشير إلى وعد إلهي بأن الأرض ستكون من نصيب عباد الله الصالحين، معتبرين أنفسهم أنهم هم المقصودون من هذه الآية، وأنهم الممثلون الشرعيون لهؤلاء العباد الصاحين، كما يسعى التنظيم من خلال هذه الآية إلى غرس فكرة أن الانضمام إليه هو جزء من تحقيق الوعد الإلهي، وأن عباد الله الصالحين هم فقط من ينضمون إليه.

من الوهلة الأولى يبدو أن التنظيم يسعى لتأطير رسالته ضمن إطار ديني؛ حيث يربط أيديولوجيته بتفسيرات منحرفة للآيات القرآنية متجاهلًا السياق الحقيقي للآيات، في محاولة لإضفاء شرعية زائفة على أفكاره وممارساته. كما أن استخدام هذه الآيات في بداية الفيديو يعطي انطباعًا بأن التنظيم يدافع عن الإسلام ضد من يصفهم بـ"أعداء الدين"، وأنه هو الحامل للرسالة الإلهية، وذلك لتسويغ أفعاله مستغلًّا قدسيتها لجذب التأييد الشعبي، وإثارة العاطفة الدينية لدى الأفراد، خاصة المسلمين الذين قد يشكون في شرعيته، أو من يشعرون بالاضطهاد، مشيرًا إلى أن الانضمام إليه هو جزء من الدفاع عن الدين.

أيضًا استخدام الأطفال هنا يعكس نية التنظيم في إظهار التنظيم ككيان مستدام وقادر على بناء من يصفهم بـ"جيش المستقبل"، مما يخلق انطباعًا مرعبًا لدى أعدائه، ويغرس مشاعر الانتماء والتفاؤل لدى المتعاطفين معه.

وتهدف هذه المشاهد إلى إرسال عدة رسائل، أبرزها:

الاستمرارية: بأن هذا الجيل الجديد جاهز لاستلام الراية من الجيل السابق، وأن هذا الجيل الجديد مدرب ومؤدلج، مما يجعل القضاء عليهم أكثر تعقيدًا، وصعوبة.

التضحية المبكرة: يعمل التنظيم على تصوير الأطفال جنودًا مستعدين لتكريس حياتهم لخدمته، مرسخًا فيهم فكرة أن التضحية بالنفس واجب ديني مقدس لخدمة أهدافه، وهذا التصوير يهدف إلى تطبيع فكرة الفداء المبكر في أذهانهم، مما يعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى التنظيم، وتبني قضيته المزعومة. وبذلك يضمن استمرار تدفق أجيال جديدة من المقاتلين المستعدين للتضحية بحياتهم دون أدنى تفكير، مما يزيد من تعقيد جهود المواجهة على المدى البعيد.

كما أن هذا المشهد به دلالات رمزية، أبرزها:

اللثام؛ ويمثل الانضباط والهوية الموحدة، إضافة إلى إزالة الملامح الشخصية للأطفال، مما يجعلهم أشبه بجنود بلا شخصية مستقلة. وهذا يعني أن هؤلاء الأطفال يصبحون مجرد "قطع شطرنج"، أو "آلات بشرية" في يد التنظيم، ينفذون أوامره بلا تفكير أو اعتراض، ودون أي ارتباط بمشاعرهم أو شخصياتهم الأصلية، كما لا يمتلكون القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، أو التفكير بشكل نقدي، ويتم ذلك أيضًا من خلال التلقين المكثف، وإلغاء الخصوصية الفردية، وفرض هوية جماعية تحت إمرة رأس التنظيم.

الأسلحة: إشارة إلى قوة التنظيم العسكرية واستعداده للقتال رغم الحصار الدولي المفروض عليه، وإصراره على البقاء. كما تظهر هذه المشاهد الأسلحة جزءًا أساسيًّا من هويته الدعائية، حيث لا تقتصر على كونها أداة قتال، بل تمتد لتصبح رسالة قوة يخاطب بها التنظيم خصومه ومؤيديه على حد سواء. في الوقت ذاته، تسعى هذه الرسالة إلى تعزيز شعور الانتماء لدى أتباعه، أو أولئك الذين يفكرون بالانضمام إليه، بتقديم صورة زائفة عن القوة والتحدي، بينما يغفل عن الثمن الباهظ الذي تدفعه المجتمعات التي تسقط ضحية لهذا الفكر المدمر.

التدريبات العسكرية تدمير للطفولة تحت ستار القوة

يتناول الفيديو مشاهد صادمة لأطفال يؤدون تدريبات عسكرية شاقة، بدءًا من التدرب على استخدام البنادق، وصولًا إلى فك وتركيب الأسلحة الثقيلة، بل وحتى تنفيذ عمليات إرهابية. وتظهر هنا قوة التنظيم في تدمير الطفولة، وتحويلها إلى أدوات للعنف، مما يعكس استغلالًا ممنهجًا للبراءة من أجل تحقيق أهداف التنظيم.

هذه المشاهد تهدف إلى تعزيز صورة التنظيم ككيان منظم قادر على تشكيل جيل مقاتل جديد. كما أن هذه التدريبات العسكرية لهؤلاء الأطفال تروج لفكرة الجدية والانضباط لدى التنظيم، حتى مع الأطفال. كما أن التنظيم يريد من خلال ذلك إيهام الجميع بأنه يمنح القوة والانتماء لمن ينضم له، في محاولة لاستقطاب عائلات فقيرة أو مهمشة ترى في التنظيم ملاذًا.

محاولة "تزييف التعليم" في المدارس القرآنية

وسط مشاهد العنف والدمار يُظهر الفيديو جانبًا آخر مليئًا بالرمزية؛ حيث يعرض الفيديو مشاهد لأطفال وهم يتعلمون قراءة القرآن وتلقي دروس في اللغة العربية، تحت إشراف معلمين ملثمين بأقنعة تخفي ملامحهم. ورغم المظهر الذي يبدو وكأنه يعكس اهتمام التنظيم بالتعليم والقيم الدينية، فإنه يقدم صورة مضللة وأكثر قتامة. فهذه المدارس ليست سوى أدوات دعائية، وستار يُخفي وراءه عملية استغلال ممنهجة يتخفى خلفها التنظيم، حيث تُغرس الأيديولوجيات المتطرفة في عقول الأطفال البريئة، ويُعاد تشكيلهم ليكونوا جنودًا صغارًا في حرب لا تعترف بحدود الطفولة، ليصبحوا أداة طيِّعة في تنفيذ أجندته، ووقودًا مستمرًّا لآلة الحرب التي لا تتوقف.

رسائل تهديد إلى العالم الخارجي

في أحد المشاهد يطل أحد قادة التنظيم بصوته الجهوري ونبراته المليئة بالتحدي، موجِّهًا تهديداته إلى من يصفهم بـ"الصليبيين وأئمة الكفر"، وفي الخلفية تظهر مجموعة من الأطفال الذين أطلق عليهم لقب: "أشبال الخلافة"، يقفون ويؤدون تدريبات؛ كرمز حي لما يروج له التنظيم على أنهم جيل المستقبل.

هذه المشاهد ليست مجرد استعراض للقوة، بل هي رسالة متعمدة تهدف إلى بث الرعب في قلوب الخصوم، وترسيخ صورة التنظيم ككيان مستدام لا يلين، يتجلى فيها مزيج من الوحشية، والدعاية.

توظيف الإعدامات والعمليات القتالية كأدوات للترهيب

تُظهر بعض المشاهد في الفيديو أطفالًا يتم دفعهم لتنفيذ عمليات إعدام وحشية، تتنوع بين الذبح، والرمي بالرصاص، في استعراض صادم لوحشية التنظيم، وتجرده من أية قيم إنسانية. هذه المشاهد المؤلمة تعكس تصعيدًا خطيرًا في استغلال الأطفال، وتحويل براءتهم إلى أدوات لنشر الرعب، وتنفيذ جرائم شنيعة، تزرع الكراهية والعنف في قلوبهم الغضة. مما لا شك فيه أن الزج بالأطفال في مثل هذه الأفعال الوحشية لا يُظهر فقط حجم استغلال التنظيم للبراءة، بل يكشف عن مدى قسوته مُغلفًا إياها برسائل تهدف إلى الترهيب، وبث الرعب.

وهذه المشاهد ليست مجرد تصوير للعنف، بل هي صرخة تحذير، تُظهر عمق انحدار هذا التنظيم، واستعداده للتضحية بطفولة جيل كامل؛ لتحقيق أجنداته، وبقاء مشروعه المظلم.

ومن منظور ديني، فإن هذه الأفعال تمثل تعديًا صارخًا على تعاليم الدين الإسلامي السمح، التي تحرم الزج بالأطفال في ميادين القتال، أو إشراكهم في أي أعمال عنف، أو تعريضهم لأية صورة من صوره. فقد حثت الشريعة الإسلامية على حمايتهم، ورعايتهم، بوصفهم أمانة في أعناق المجتمع، وأكد النبي ﷺ على أهمية الرحمة بالصغار، وحسن تربيتهم، مشددًا على أن الطفولة هي مرحلة البراءة التي يجب الحفاظ عليها.

في الحقيقة إن ما يفعله هذا التنظيم لا يعكس إلا انحرافًا عن القيم الدينية الحقيقية، وتشويهًا مقيتًا لمبادئ الإسلام النقية؛ حيث يحول هؤلاء الصغار إلى أدوات دمار لا تمت بصلة لرسالة الدين التي بُنيت على الرحمة، والعدل.

الجوانب النفسية والاجتماعية

إن مثل هذه الممارسات تُظهر وحشية التنظيم، ليس تجاه أعدائه فقط، بل تجاه أولئك الذين يدعي حمايتهم. فهو لا يترك مجالًا للنمو، أو الأمل، بل يزرع بذور الفوضى والانهيار في كل أرض يطأها، مؤكدًا من خلال ممارساته أن ضحاياه الحقيقيين هم أولئك الأطفال الذين يتم استغلالهم بلا رحمة، والمجتمعات التي تُدمر من جذورها تحت ستار الحماية، والتعليم.

ويتضح أن هؤلاء الأطفال الذين ظهروا في هذا الفيديو ليسوا سوى ضحايا أبرياء يتم استغلالهم بشكل وحشي، ويُلقون في غيابات عالم وحشي مظلم لا يمت لبراءتهم بصلة. هؤلاء الصغار الذين يفترض أن ينعموا بالأمان، والتعليم، والأحلام البريئة، يتحولون على أيدي التنظيم إلى أدوات للعنف، وسواعد تحمل أعباء الكراهية، والحرب.

هذا الاستغلال الوحشي لا يسلبهم طفولتهم فحسب، بل يزرع في نفوسهم جراحًا نفسية عميقة تُرافقهم طوال حياتهم. ولا يتوقف الأمر عند استغلال هؤلاء الأطفال فقط، بل يمتد إلى استهداف المجتمعات المهمشة التي تعاني من الفقر، والجهل، والتهميش؛ حيث يحاول التنظيم خداع هذه المجتمعات، والتغلغل فيها، وتقديم نفسه بديلًا يوفر التعليم والأمان، إلا إن الواقع مختلف تمامًا، فما يقدمه التنظيم ليس سوى سراب يخفي وراءه تدميرًا منهجيًّا للمجتمعات من الداخل، حيث يزرع الخوف والانقسام، ويفكك النسيج الاجتماعي، ويحول هذه المجتمعات إلى بيئات يغلب عليها الفقر، والعنف، واليأس، مُخلفًا جيلًا مشوهًا نفسيًّا وأخلاقيًّا، ومساحات مجتمعية أكثر هشاشة، وضعفًا.

في حقيقة الأمر، هذا الفيديو ليس مجرد عروض دعائية فقط، بل هو جزء من إستراتيجية خبيثة لاستغلال الفقر والجهل، وضعف الفئات الأكثر هشاشة، مستهدفة العقول الصغيرة والقابلة للتأثير بسهولة؛ لأنهم يسهل تشكيلهم، كما أن هؤلاء الصغار هم مستقبل أي مجتمع، وبتحويلهم إلى جنود للعنف، وأدوات للتطرف، يضمن للتنظيم استمرار دوامة الفوضى لعقود قادمة، ويحرم المجتمعات من فرصة النهوض، واستعادة استقرارها.

إن هذا التنظيم لا يبني مستقبلًا كما يدعي، بل يقضي على أحلام الأجيال، ويزرع بذور الخراب في أرض كانت تستحق أن تزهر بالسلام والتقدم، وتُحرم من فرصة النهوض من تحت أنقاض هذه المأساة.

ختامًا، فإن استغلال الأطفال في الصراعات يشكل أحد أكثر وجوه الانحطاط الإنساني بشاعة؛ حيث تتحول الطفولة، التي تمثل براءة الحياة، وأمل المستقبل، إلى سلاح يُستخدم في معارك لا ذنب لهؤلاء الصغار فيها. كما أن إقحام الأطفال في الحروب لا يُدمر حاضرهم فحسب، بل يغتال مستقبلًا كان يمكن أن يكون مليئًا بالفرص والإبداع، تاركًا في نفوسهم جراحًا نفسية عميقة قد لا تلتئم أبدًا. هذا التجنيد القسري لا يمثل جريمة ضد الإنسانية فحسب، بل هو أيضًا اعتداء صارخ على القيم الدينية والأخلاقية التي تصون الطفولة، وتحميها.

وفي الحقيقة إن ما يرتكبه تنظيم داعش "ولاية غرب إفريقيا" يمثل اغتيالًا مزدوجًا؛ اغتيال لإنسانية الطفل، وطمس لملامح الأمل في المجتمعات التي تنهكها الصراعات؛ فبدلًا من أن تُبنى هذه المجتمعات على التعليم والنهضة، تتحول إلى ميادين للكراهية والفوضى، جيلًا بعد جيل.

لذا فإن حماية الأطفال من الوقوع في براثن التطرف ليست مجرد مسؤولية قانونية أو أخلاقية، بل هي معركة مصيرية تمس مستقبل الإنسانية بأسرها؛ فهؤلاء الصغار الذين يُجبرون على حمل السلاح اليوم، هم ذاتهم من يحملون أمل السلام غدًا إذا توفرت لهم الرعاية، والتعليم، والفرص. وهذا يتطلب أن تتضافر جهود العالم لمواجهة هذا الشر المستشري، من خلال فضح هذه الممارسات، وتعزيز وعي المجتمعات المستهدفة، وتنفيذ برامج فعَّالة لإعادة تأهيل الضحايا، وإعادة الحياة لقلوبٍ أطفأتها الحروب؛ فالطفولة ليست مجرد مرحلة عابرة، بل هي بذرة المستقبل، وصونها هو السبيل الوحيد إلى عالم أكثر عدلًا، وسلامًا.

      وحدة الرصد باللغات الإفريقية

طباعة