كان النبيُّ محمدٌ صلى الله عليه وسلم يقولُ للمسلمينَ: «لا تتمنَّوْا لِقاءَ العدوِّ، وسَلُوا اللهَ العافيةَ»، وهنا نَلفِتُ النظرَ إلى أنَّ المسلمينَ لم يُقاتِلوا الحبشةَ ولم يدخُلوا معها في حربٍ، رغم قُربِها الشديدِ مِن جزيرةِ العربِ، ومعرفةِ المسلمينَ بأحوالِ الأحباشِ، ومع ذلك لم يُحاربوها على ضعفِها ولم يَستعمروها، وحارَبوا قريشًا وفارسَ والرومَ؛ لأنَّ هذه الدولَ مارستْ على المسلمينَ عُدوانًا حقيقيًّا، بينما كانتِ الحبشةُ محايدةً ومسالمةً.