تعقيبًا على ما نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، حول رسالة عضو الكونجرس الأمريكي، أندي هاريس، إلى رئيس وزراء الكيان الصهـيوني، يؤكد مرصد الأزهر رفضه القاطع لمحاولات تقويض جهود إقامة دولة فلسطينية حرة.
تأتي إدانة المرصد بعد نقل الصحيفة رسالة "هاريس" لـ "نتنيا،هو"، والذي قال فيها: إن "أرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل من النهر إلى البحر"، وإعلان تأييده لقرار الكنيست الذي عارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن بعد زعم أن قيامها يُشكل تهديدًا وجوديًّا لإسرائيل ومواطنيها، واستمرار الصراع العربي الإسرائيلي، وتقويض الاستقرار في المنطقة.
وأدعى عضو الكونجرس الأمريكي في رسالته أن شعب إسرائيل له حق تاريخي ووطني في أرض إسرائيل من النهر إلى البحر، معارضًا ما وصفه "إدخال أي كيان إرهابي يهدد سلامة إسرائيل، وخاصة في قلب الوطن التوراتي".
بدوره، يشير مرصد الأزهر إلى عدة نقاط تعليقًا على تلك التصريحات غير المسؤولة:
إن تلك البقعة المباركة لم يكن يومًا اسمها "أرض إسرائيل"، حتى أن التوراة نفسها تذكر أن تلك الأرض كان يُطلق عليها عدة أسماء منها: "أرض الفلسطينيين"، "أرض كنعان"، "أرض الكنعانيين والحيثيّين والأموريين" وبقية الشعوب السبعة العربية التي كانت تقطنها، وجميعها أسماء تؤكد تبعية هذه الأرض المباركة لسكانها الأصليين، وهو ما يؤكد كذبه حين يُطلق عليها اسم "أرض إسرائيل" كذبًا وزروًا.
يوظف عضو الكونجرس الأمريكي بعض نصوص التوراة توظيفًا مغلوطًا بشكل كُلي لكي يُثبت صحة مزاعمه في وجود حق تاريخي أو حق ديني للصهاينة، وهو ما فندته عديد الدراسات الأكاديمية وأكدت زيفه وفقًا لما نصت عليه التوراة ذاتها؛ إذ أكدت التوراة أن تلك النصوص كانت خاصة بأقوام بعينهم، ومرتبطة بأزمان بعينها، وأن عين الخطأ مد تلك النصوص وسحبها على الصهاينة الحاليين، التي أكدت بعض دراسات الأنثروبولوجيا أنهم لا ينتمون إلى بني إسرائيل الذين شردهم الرومان من أرض فلسطين في القرن الأول الميلادي.
يزعم عضو الكونجرس أن قيام دولة فلسطينية يقوض السلام في الشرق الأوسط، في حين يشهد التاريخ ويعي العالم أجمع أنه أينما حط الصهاينة رحالهم في أرض لازمهم الحرب والدمار والخراب، وأن الشرق الأوسط لم يعرف السلام منذ وضع الصهاينة أقدامهم في أرض فلسطين المباركة؛ ذلك لأن الصهاينة راسخ في اعتقادهم أن افتعال الحروب أمر ضروري لغرضين رئيسيين:
إلهاء المجتمع الإسرائيلي غير المتجانس عرقيًّا، والذي يتكون من إثنيات عرقية متطاحنة.
ضمان تلقي المساعدات الخارجية بواسطة الابتزاز، بهدف تحقيق مطامع استعمارية وصهيونية في المنطقة.
الأمر الذي يؤكد أن الصهاينة لا يوجد في قاموس معتقداتهم البالية الفاسدة أية فكرة عن السلام والتعايش مع الآخر. لذا يؤكد مرصد الأزهر رفضه لأية تصريحات غير مسؤولة تنال من حقوق الفلسطينيين تحت مزاعم دينية واهية هي في حقيقتها أهداف توسعية وأطماع استعمارية متوشحة برداء الدين؛ وهو منهج الحركة الصهيونية ودأبها منذ نشأتها، والتي من خلاله تمكنت من إقناع عامة اليهود في أرجاء العالم بالهجرة إلى دولة فلسطين واحتلالها بالقوة المفرطة.
ويشدد المرصد كذلك على أن العالم جميعًا بات يُدرك اليوم مكر الصهاينة ومخططاتهم التي جرت على منطقة الشرق الأوسط حروبًا ودمارًا لم يشهد مثلها في التاريخ الحديث، وتكاد هذه الحروب اليوم تلقي بظلالها على العالم بأكمله جراء أطماع الصهاينة ومن يقف وراءهم.