تنفيذًا لبروتوكول التعاون بين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وجامعة الأزهر، وضمن مبادرة نحو رؤية أزهرية لمكافحة التطرف، أقام المرصد اليوم الإثنين 16 فبراير ندوة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بسوهاج، بعنوان: تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب وحمايتهم من الغزو الثقافي والفكري. وقد شارك في الندوة كل من د. علاء صلاح عبد الواحد، المشرف بمرصد الأزهر، والباحثين د. مختار محمد عبد الله، وأ. محمد فرغلي ضاحي، وأ. طه عبد الفضيل طه. وبحضور أ.د صلاح حبيب سليمان، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، وأ.د. فاطمة المهدي، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالكلية، بتنظيم وإشراف مدير مكتب رعاية الطالبات في الكلية أ. ابتسام بهاء.
وفي سياق الحديث عن تحريف المصطلحات وتزييف المفاهيم، تناول د. علاء صلاح عبد الواحد، مشرف وحدتي رصد اللغات الإفريقية والبحوث والدراسات بالمرصد، الإستراتيجيات التي تستخدمها التنظيمات المتطرفة لتشويش الفكر وغسيل العقول، والتي تعتمد بشكل كبير على استغلال اللغة لتزييف المصطلحات والمفاهيم وتحريفها. وأكد على أهمية تضمين عملية تفنيد الشبهات وتصحيح المفاهيم المغلوطة كأحد الأساسيات في مواجهة خطاب التطرف، من أجل تعزيز مناعة الشباب ضد هذه الأفكار الضالة.
وأشار الدكتور علاء صلاح إلى أن إستراتيجيات الإقناع التي تتبناها التنظيمات المتطرفة تعتمد على أساليب التضليل والاجتزاء والتأويل الخاطئ للنصوص. وقد استشهد بعدد من الأمثلة الواقعية التي توضح كيفية استخدام تلك التنظيمات لمصطلحات ومفاهيم خارج سياقها الصحيح، مثل: مفهوم الجهاد، والحاكمية، والولاء والبراء.
وفي سياق مداخلته، قدّم الأستاذ محمد فرغلي ضاحي، عضو وحدة الرصد باللغة الألمانية في المرصد، عرضًا شاملًا حول فكرة إنشاء المرصد وآلية عمله وأهم النتائج التي حققها. حيث أكد أن أحد الأهداف الرئيسية للمرصد هو تشكيل الوعي وتقويم الفكر، وذلك من خلال استهدافه لثلاث عشرة لغة بهدف متابعة الأفكار التي تروج لها التنظيمات المتطرفة ورصده وتحليلها ونقدها.
وأشار فرغلي كذلك إلى وجود تباينات واضحة بين مفهوم التطرّف ومفهوم الإرهاب، لافتًا إلى أن التطرّف يظهر في صيغ وأشكال متعددة، وأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تُفهم ظاهرة التطرّف على أنها تقتصر فقط على ما يتستّر تحت عباءة الدين.
من جهته، تناول د. مختار محمد عبد الله، عضو وحدة البحوث والدراسات بالمرصد، مكانة المرأة في الإسلام وكيف أن الشريعة الإسلامية قد ضمنت حقوق المرأة ووضعت لها واجبات تهدف إلى الحفاظ على تماسك المجتمع. إضافة إلى استعراض أبرز النقاط الأساسية لتكريم الإسلام للمرأة من خلال التأكيد على حقها في الحصول على التعليم والرعاية الصحية وغيرها من حقوق.
كما أشار الباحث إلى أن التنظيمات المتطرفة قد أساءت بشكل كبير إلى المرأة، مما حوّلها إلى سلعة تُباع في الأسواق، الأمر الذي أدى إلى انتهاك كرامتها بصورة تتعارض تمامًا مع قيم وتعاليم الإسلام. وهذا يبرز انحراف فكر تلك التنظيمات وابتعادها عن جوهر الدين الصحيح.
في ختام الندوة، قام أعضاء المرصد بالرد على الأسئلة التي طرحتها الطالبات حول مجموعة من المواضيع المتنوعة، بما في ذلك كيفية تحصين النفس والآخرين من التطرف، والمنهج الذي يتبعه الأزهر في حوار الآخر، والعلاقة بين التطرف والإلحاد، إضافة إلى استجابة المرصد للظواهر التي تطرأ على المجتمعات مثل العنف والعنصرية.