الصومال يواصل حربه على الإرهاب في رمضان وتجفيف منابع التمويل على رأس الأولويات

  • | الإثنين, 3 مارس, 2025
الصومال يواصل حربه على الإرهاب في رمضان وتجفيف منابع التمويل على رأس الأولويات

     تواصل القوات الصومالية وحكومة بونتلاند الإقليمية عملياتهما العسكرية المكثفة ضد الجماعات الإرهابية. وفي تطور ملحوظ، تمكنت القوات الصومالية، بالتعاون مع القوات المحلية، من استعادة السيطرة على بلدة بعادوين في إقليم مدغ وسط البلاد، وذلك بعد معارك ضارية مع حركة الشباب. وقد أجبرت هذه العمليات مقاتلي الحركة على الانسحاب، وتواصل القوات حاليًا عمليات التمشيط لضمان استقرار المنطقة.
وفي سياق متصل، أعلنت حكومة بونتلاند الإقليمية عن إطلاق المرحلة الثالثة من عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش في جبال "علمسكاد" بإقليم بري.

وقد حققت قواتها تقدمًا ملموسًا في استعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم.
وأكد رئيس بونتلاند، سعيد عبد الله دني، أن العمليات العسكرية لن تقتصر على المواجهات المسلحة فقط، بل ستشمل أيضًا ملاحقة المتعاونين مع التنظيمات الإرهابية. وقد منح "دني" رجال الأعمال وشيوخ العشائر مهلة سبعة أيام للتوقف عن تقديم أي دعم لتنظيم داعش، مهددًا باتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين.

وفي إطار متابعته للتطورات الأمنية في شرق إفريقيا، يشير مرصد الأزهر إلى أن العمليات العسكرية التي تجري حاليًا ضد الجماعات الإرهابية في وسط الصومال وشمالها تدل على أن الحكومة والإدارات الإقليمية أصبحت تدرك أهمية اتباع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، لا تقتصر فقط على القتال العسكري، بل تشمل أيضًا تجفيف مصادر التمويل والدعم اللوجستي. ويتضح ذلك في التحذير الذي وجهه رئيس بونتلاند للمتعاونين مع تنظيم داعش، والذي يعتبر خطوة مهمة جدًّا، حيث إن أي انتصار عسكري على الإرهاب لن يكون كاملًا إلا إذا تم القضاء على مصادر تمويله وحرمان المسلحين من البيئة التي تدعمهم وتوفر لهم الموارد اللازمة.

كما يحذر المرصد من الأساليب التي تستخدمها حركة الشباب للتكيف والاختباء، حيث تعتمد الحركة على إستراتيجية الهجوم السريع والانسحاب، مما يسمح لها بالعودة إلى مناطق أخرى. وكذلك، يحاول تنظيم داعش في بونتلاند استغلال الطبيعة الجبلية الوعرة لتنفيذ هجمات مفاجئة.

وفي هذا السياق، يشدد مرصد الأزهر على ضرورة تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين الحكومة الصومالية والإدارات الإقليمية. إضافة إلى ذلك، يجب تكثيف الجهود الفكرية والدينية لمواجهة الفكر المتطرف الذي تتبناه هذه الجماعات، خاصة وأنها تستغل حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد لتنفيذ أهدافها الإرهابية. ويشدد المرصد على أهمية دور المؤسسات الدينية والتعليمية في نشر ثقافة السلام والتسامح وتوعية الشباب ضد الفكر المتطرف، مؤكدًا أن الحرب على الإرهاب ليست مجرد حرب عسكرية، بل هي أيضًا صراع فكري يتطلب جهودًا مستمرة لمواجهة التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لتسويغ جرائمها.


 

طباعة
كلمات دالة: