في سعي دؤوب لتثبيت الأقدام اليهودية في المسجد الأقصى المبارك، تواصل منظمات الهيكل المزعوم حشدها بشكل شبه يوميّ على مدار شهر فبراير، بدعمٍ صريحٍ من قوات الاحتلال، التي تهيّئ الأجواء للمقتحمين لممارسة الطقوس الاستفزازية داخل باحات الأقصى المشرّفة.
وبالحديث عن الانتهاكات الصهيونية في شهر فبراير المنصرم، فقد قام نحو 4500 مستوطن باقتحام ساحات الأقصى؛ حيث تعرَّض المسجد المبارك لـ 20 اقتحامًا خلال الشهر، بتحريضٍ من جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة. في حين مارس المستوطنون خلال اقتحامهم صلوات وطقوسًا توراتية، كما قاموا بالرقص والغناء في الساحات الشرقية الملاصقة لمصلى باب الرحمة.
وشهد يوم الأربعاء 19 فبراير 2025م أكثر نسبة اقتحام على مدار الشهر؛ حيث بلغ عدد المقتحمين في ذلك اليوم 432 مقتحمًا. ويرجع ذلك إلى مشاركة الحاخام دانييل شيلو (87 عامًا) في الاقتحام، وهو أبرز رواد حركة الاستيطان، وحاخام مستوطنة "كيدوميم" المقامة على أراضي قرية كفر قدوم شمال الضفة الغربية، ومعروف بتحريض أتباعه على اقتحام الأقصى. وخلال اقتحامه أدى الصلوات برفقة أتباعه، وحرص على الجلوس على إحدى مصاطب المسجد الأقصى في المنطقة الشرقية.
كما حشدت جماعات الهيكل نشطائها لاقتحام الأقصى في "عيد غرس الأشجار العبري (طو بشباط)"، ولَبَّى دعوات الاقتحام 285 مستوطنًا.
وبحسب (مدار- المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية)، فإن الكثير من الباحثين اليهود وغيرهم يُجمِعون على أن هذا اليوم قد ارتبط كثيرًا بالحركة الاستيطانية الصهيونية في فلسطين منذ بدايتها، ما يعني أن الصهيونية تحاول إقحام المسجد الأقصى في الصراع، وانتهاز أية مناسبة –وإن لم يغلب عليها الطابع الديني- للسعي في تهويده وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.
هذا ولم تخلُ باقي الأيام –عدا الجمعة والسبت- من الاقتحامات الصباحية والمسائية، التي عادة ما يرافقها طقوس تلمودية، ورواية مغلوطة عن الأقصى المبارك.
وبقدوم شهر رمضان المبارك، أعلنت الحكومة الصهيونية على لسان متحدثها "ديفيد منسر" –الخميس 27 فبراير2025م- عزمها تطبيق قيود أمنية "اعتيادية" في المسجد الأقصى خلال الشهر الكريم. في إشارة إلى إجراءات مماثلة منعت الرجال دون 55 عامًا، والنساء دون 50 عامًا، والأطفال فوق 10 سنوات من دخول الأقصى لأداء الصلاة في رمضان الماضي 1445ه.
ومن جانبه يؤكد مرصد الأزهر على ضرورة الضغط العربي والدولي على حكومة الكيان الصهيوني المتطرفة، لوضع حد للتجاوزات الخطيرة في حق الأقصى، مشيرًا إلى أن عدد المقتحمين تضاعف 7 مرات على مدار السنوات الماضية من 2013م إلى 2024م، ما يعكس نوايا الاحتلال في جعل الصراع دينيًّا بامتياز، عن طريق نزع أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من أحضان المسلمين.
وحدة الرصد باللغة العبرية