في أحدث تقرير لها، أشارت مؤسسة Tell MAMA المعنية بمتابعة أحوال المسلمين بالمملكة المتحدة إلى أن حالات معاداة الإسلام بلغت معدلات قياسية لم تشهدها المؤسسة منذ إنشائها عام 2011م؛ إذ تلقت المؤسسة بين عامي 2023م و 2024م عددًا من الشكاوى بلغ نحو (10.719) شكوى، صُنِّف (9.604) منها على أنها من فئة حوادث معاداة الإسلام، وأشار التقرير أنه بين عامي 2012م 2024م سجلت المؤسسة زيادة قدرها (2.253%) في حوادث معاداة الإسلام التي تحدث في شوارع المملكة المتحدة.
ومن بين البيانات التي أوردها التقرير ما يلي:
- شهد عام 2024م أعلى المعدلات لحوادث معاداة الإسلام، بتسجيل (6.313) حالة، بنسبة زيادةٍ بلغت 165%، مقارنة بعامي 2022/2023م.
- شهد عام 2022م زيادة حوادث معاداة الإسلام بنسبة 120%، بزيادة عدد الهجمات التي تعرض لها مسلمون بناءً على مظهرهم بنسبة 130%.
- شهد عاما 2023م و 2024م زيادة قدرها 715 % في نوعية حوادث معاداة الإسلام التي تحدث بالشارع، وتتضمن تهديدًا للضحايا؛ نتيجةً لأحداث العنف التي وقعت عقب حادث طعن ثلاثة أطفال بإحدى حضانات بريطانيا في صيف عام 2024م، فضلًا عن أحداث الشرق الأوسط.
- في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تلقت مؤسسة Tell MAMA أكبر عدد من الشكاوى التي تتعلق بحوادث كراهية على الإنترنت بزيادة بلغت (2.307 شكوى) بنسبة 1.619%، مقارنة بما تلقته قبلها.
- من بين وسائل التواصل الاجتماعي كافة، تحتل منصة X المرتبة الأولى في كونها الأكثر عنصرية وهجومًا على المسلمين؛ إذ تتخطى معدلاتها أية منصة اجتماعية أخرى، ويشمل ذلك حجم الحوادث، ونوعية لغتها الهجومية.
- لفت التقريرُ النظرَ بشدة إلى ظاهرة جديدة برزت عام 2024م تتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها السلبية في تفاقم ظاهرة معادة الإسلام والمسلمين، لا سيما تقنيات تركيب الصور لتشويه المسلمين وتأليب المشاعر ضدهم لارتكاب مزيد من جرائم معاداة الإسلام والمسلمين؛ إذ تعرض عدد من المسلمين لمثل تلك الجرائم على الشبكة العنكبوتية.
تجدر الإشارة إلى أن الحياة السياسية لمسلمي بريطانيا لم تسلم من هذه الصراعات، بل تعرض المسلمون المشتغلون بالسياسية للتمييز؛ بغية منعهم من الوصول لمناصب قيادية، أو لقبة البرلمان بذريعة أن الوجود الإسلامي ببريطانيا يسعى لأسلمتها، وتحويل التركيبة السكانية لصالح المسلمين، ومحو الهوية البريطانية التقليدية، لدرجة تتعالى فيها الأصوات التي تنادِي بحظر مسلمي بريطانيا من العمل السياسي بما فيهم الموجودون حاليًا، وقدم التقرير عددًا من الأمثلة لبعض الساسة المسلمين الذين يتعرضون لمضايقات وجرائم كراهية مثل: عمدة لندن "صادق خان"، ورئيس الوزراء الأسكتلندي السابق "حمزة يوسف"، وعضوة البرلمان البريطاني "زارا سلطانة"، وغيرهم.
من جانبه يؤكد مرصد الأزهر أن جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا تشكل مصدر قلق متزايد في السنوات الماضية وفقًا للإحصاءات والتقارير الصادرة عن الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية؛ إذ يتعرض المسلمون في بريطانيا لعدد كبير من جرائم الكراهية، التي تشمل الاعتداءات اللفظية والجسدية، والتخريب، والتمييز في العمل والتعليم، والتحريض على الكراهية عبر الإنترنت، ومن ثم فإن جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا تظل قضية خطيرة تتطلب جهودًا متواصلة من الحكومة والمجتمع المدني لمعالجتها، كما أن تعزيز التفاهم بين الثقافات، وتشديد القوانين، ودعم الضحايا، هي خطوات أساسية للحد من تلك الظاهرة.
وحدة الرصد باللغة الإنجليزية