مرصد الأزهر يحذر: خطة صهـيونية لتغيير الوضع القائم في الأقصى

  • | الأربعاء, 12 مارس, 2025
مرصد الأزهر يحذر: خطة صهـيونية لتغيير الوضع القائم في الأقصى

وزراء حكومة «نتنياهو» يطالبون الكونغرس الأمريكي بالاعتراف بحق اليهـود في المسجد

     في خطوة استفزازية جديدة تضاف إلى سجل طويل من السرقات والانتهاكات، أرسل مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست الصهـيوني رسالة إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي، يعبرون فيها عن رغبتهم في إصدار بيان يعترف بحق اليهود الدائم في المسجد الأقصى. وأكدوا أن مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة يمثل فرصة مثالية لتعزيز دعم «إسرائيل» في تأكيد سيادتها على هذا المسجد.
وقد نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نص الرسالة التي تدعو الكونغرس الأمريكي إلى الاعتراف بما وصفته "الحق الأبدي والثابت لليهود في جبل الهيكل"، حيث أكدوا في رسالتهم أن هذا الموقع يُعتبر بمثابة موقع الهيكل الذي يُزعم أنه كان قائمًا في الماضي، والذي تعرض للتدمير على يد البابليين منذ حوالي 2500 عام، ثم أعيد تدميره على يد الرومان قبل نحو 1900 عام.
وذكرت الصحيفة العبرية أنه من بين الموقعين على القرار وزير الإعلام شلومو قرعي، ووزير الثقافة والرياضة ميكي زوهر، وكلاهما من حزب الليكود، إضافة إلى عدد كبير من أعضاء الكنيست التابعين لأحزاب اليمين المتطرف التي تشكل أغلبية الحكومة الحالية، وهي: الليكود، الصهيونية الدينية، وعوتسما يهوديت.
وعن ذلك، يشير مرصد الأزهر إلى أن المبادرة الصـهـيونية الحالية، التي تدعو إلى تسريع إعلان السيطرة اليهـودية على المسجد الأقصى، تقودها مجموعة من النشطاء في منظمات تسعى لإعادة بناء الهيكل المزعوم. ويتصدر هذه المجموعة يوسف رابين، الذي كان أول من بادر بكتابة رسالة بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وقد صرح رابين قائلًا: إنها الفرصة المثالية لاستغلال دعم الولايات المتحدة، بالتعاون مع أعضاء مجلس الشيوخ الإنجيليين، لتعزيز حقوق اليهود في الحرم القدسي.
كما احتفى توم نيساني، الرئيس التنفيذي لجمعية بيادينو، والذي يُعتبر من أبرز الشخصيات الصهيونية المتشددة تجاه المسجد الأقصى، بالرسالة. واعتبر نيساني أن الولايات المتحدة باعتبارها صديقة لإسرائيل ستدعم ما رآه "الحق الحصري لليهود في أقدس مكان".
ويعبر مرصد الأزهر عن قلقه إزاء الحملة الصهـيونية الشرسة والممنهجة التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، والتي شهدت تصاعدًا ملحوظًا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، وزادت وتيرتها مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة. تسعى هذه الحملة إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، تمهيدًا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم في مكانه.
وتتمثل مظاهر هذه الحملة في منع الاعتكاف داخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وفرض قيود أمنية صارمة تعيق وصول الفلسطينيين إليه، وذلك بالتزامن مع زيادة غير مسبوقة في أعداد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد منذ احتلال القدس الشرقية في عام 1967. ويؤكد المرصد أن المزاعم الدينية الصهـيونية، التي تفتقر إلى الأسس التاريخية، لن تتحول إلى واقع، حيث تشير الدراسات الدينية والتاريخية إلى أن هؤلاء المستوطنين ليسوا أصحاب الأرض، بل يُعتبرون مغتربين وغرباء عنها، وأن مصيرهم السقوط والزوال.
 

طباعة
كلمات دالة: