في سابقة مقلقة، شهدت باكستان خلال شهر رمضان المبارك لعام 2025 زيادة غير مسبوقة في وتيرة الهجمات الإرهابية، حيث تجاوز عدد الهجمات 100 هجوم، وهو الأعلى منذ أكثر من عشرة أعوام. ووفقًا لتقرير صادر عن معهد الدراسات الأمنية والإستراتيجية الباكستاني يوم الإثنين 31 مارس، سُجلت 84 عملية إرهابية خلال شهر رمضان فقط، مقارنةً بـ26 هجومًا في الشهر نفسه من العام الماضي.
كما تشير تقارير أخرى إلى أن هذا الشهر شهد تسجيل أعلى عدد من القتلى في صفوف قوات الأمن خلال عشر سنوات، نتيجة التحالفات الجديدة بين الجماعات المتطرفة، مما زاد من تفاقم الوضع الأمني في البلاد. فقد تمكّنت عدة تنظيمات إرهابية، من بينها فصائل بلوشية وجماعة "حافظ غول بهادور" التابعة لـ "طالبان باكستان"، من التوحد، إضافة إلى عودة ظهور جماعات محظورة مثل "عسكر الإسلام" النشطة في إقليم خيبر بختونخاه.
في هذا السياق، تتهم إسلام أباد حكومة طالبان في أفغانستان بإيواء الجماعات الإرهابية، مشيرةً إلى أن أنشطتها قد ازدادت بشكل ملحوظ منذ استحواذ طالبان على السلطة عام 2021، بينما ترفض كابول هذه الاتهامات.
من جهة أخرى، أشار عدد من المحللين الأمنيين إلى وجود ثغرات واضحة في الأجهزة الاستخباراتية، تجلت في حادثة اختطاف القطار في بلوشستان.
كما سلطوا الضوء على اتساع فجوة الثقة بين الدولة والمجتمع، مما يستدعي تكثيف الجهود لاستعادة ثقة المواطنين، الذين يعتبرون خط الدفاع الأول أمام التطرف.
وفي سياق جهود مكافحة الإرهاب، نفذت القوات الباكستانية حوالي 230 عملية استخباراتية، بما في ذلك 73 عملية في 15 منطقة داخل إقليم خيبر بختونخاه. وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل 158 إرهابيًّا ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
بناءً على ما تم رصده من إحصائيات وتقارير، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن التنظيمات الإرهابية غالبًا ما توجد في المناطق الحدودية مع أفغانستان، لا سيما في إقليمي خيبر بختونخاه وبلوشستان، اللذين يشهدان تزايدًا في استهداف قوات الأمن ورجال الدين والمدنيين الأبرياء.
لذا تتطلب هذه المؤشرات المقلقة من الحكومة الباكستانية ووكالات إنفاذ القانون تكثيف الجهود الأمنية وتعزيز العمل الاستخباراتي، إضافة إلى وضع إستراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب، وذلك للحفاظ على أمن واستقرار البلاد.