أعلنت القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) أن تنظيم داعش نقل مقر عملياته العالمية إلى الصومال، جاء ذلك ضمن تصريحات أدلى بها الجنرال مايكل لانجلي قائد أفريكوم، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي مطلع شهر أبريل الجاري خلال تقديم خطة القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا لعام 2025، مؤكدًا أهمية إفريقيا بالنسبة لإستراتيجية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). وأكد لانجلي أن التهديد الإرهابي في إفريقيا يتزايد، وخاصة من جانب تنظيم الدولة، الذي قال إنه يدير الآن عملياته العالمية من الصومال.
وفي تطوّر لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد الموافق 13 إبريل، قصف "أهداف إرهابية" في الصومال، وفي منشور عبر حسابه على منصة "Truth Social"، قال ترامب: إن "الوقت قد حان لكي يختبئ الإرهابيون"، ولم يحدد ترامب طبيعة "الأهداف الإرهابية" التي تم قصفها، لكنه أشار إلى أن "الجنود الأمريكيين، سيجدون الإرهابيين ويتخذون الإجراءات اللازمة بحقهم، على حد قوله.
كما ذكر الرئيس ترامب أن القوات الأمريكية قضت على عدة مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في أقل من 3 أسابيع، لافتًا إلى أنه أعاد تكليف الجنود الأمريكيين بالقضاء على العناصر الإرهابية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن بلاده ستواصل دعمها للشعب الصومالي في القضاء على الإرهاب وتحقيق التنمية.
في المقابل، شنّت حركة الشباب الإرهابية الأربعاء الموافق 16 أبريل، هجومًا على بلدة أدن يابال الواقعة وسط الصومال كانت القوات الحكومية تستخدمها نقطة انطلاق لجهودها لدحر المسلحين، وأثار تقدم الحركة التابعة لتنظيم القاعدة، قلق سكان العاصمة وسط شائعات عن احتمال استهداف حركة الشباب للمدينة.
وتقع بلدة أدن يابال، التي تعرضت للهجوم يوم الأربعاء، على بُعد حوالي 245 كيلومترًا شمال مقديشو، وتُستخدم قاعدة عمليات لشنّ غارات على حركة الشباب، وكان الرئيس حسن شيخ محمود، المنحدر من المنطقة، قد زار أدن يابال الشهر الماضي للقاء القادة العسكريين للتأكيد على دعمهم في المواجهة الحالية مع إرهاب الحركة.
من جانبه، يشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف على أنّ الصومال يمرّ بمرحلة من أكثر مراحل تاريخ مواجهاته مع الإرهاب حساسيةً؛ حيث تراجعت القوة الإقليمية الداعمة للبلاد في حربها ضد الإرهاب بالتزامن مع تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية، حتى صارت الصومال من أكثر بؤر انتشار الإرهاب في القارة الإفريقية في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب سواء على الصعيد الميداني من خلال تدعيم قوات مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية، أو على الصعيد الفكري والتوعوي لنبذ الفكر المتطرف ويصحّح المفاهيم المغلوطة.