في خطوة تصعيدية تنذر بمزيد من التوتر، كشف مكتب وزير الأمن الصهيوني المتطرف إيتمار بن جفير عن نيته دعوة جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة لعقد اجتماع عاجل عقب انتهاء عيد الفصح العبري، بهدف تشجيع هذه الجماعات على زيادة أنشطتها وحث المستوطنين على تنفيذ المزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك خلال المدة المقبلة. تأتي هذه الدعوة في أعقاب سماح سلطات الاحتلال للمستوطنين بأداء طقوسهم التلمودية بحرية داخل ساحات الأقصى، وهو ما كان محظورًا قبل تولي بن جفير منصبه الوزاري، الأمر الذي يتباهى به الأخير علنًا.
وأوضح مكتب الوزير المتطرف أن المنظمات التي ستتم دعوتها لهذا اللقاء هي: "معهد جبل الهيكل"، بما فيها "أمناء جبل الهيكل"، "في أيدينا.. من أجل جبل الهيكل"، و"نساء من أجل الهيكل"، وغيرهم. جدير بالذكر أن جماعات الهيكل المزعوم قد نجحت بالفعل في تنفيذ معظم الشعائر المتعلقة بالهيكل المزعوم داخل باحات المسجد الأقصى جهرًا أو سرًّا، ولم يتبقَ إلا ذبح القربان وإحراقه داخل ساحاته الشريفة، وهو ما فشلت فيه أيضا خلال هذا العام رغم محاولة أحد نشطاء جماعات الهيكل بإدخال خروف "ذبيحة" إلى باحات المسجد المُبارك.
- زيادة قياسية في أعداد المقتحمين
بالتزامن مع هذه الدعوات التحريضية، أعلنت جماعات الهيكل المزعوم عن اقتحام نحو 6788 مستوطنًا لساحات المسجد الأقصى خلال "عيد الفصح" الحالي. وتفاخرت هذه الجماعات بالزيادة الكبيرة في أعداد المقتحمين، والتي بلغت نحو 56% مقارنة بالعام الماضي، واصفة هذا الرقم بأنه غير مسبوق خلال هذه المناسبة الدينية. وقد صاحب هذه الاقتحامات قيام المستوطنين بممارسات استفزازية وطقوس تلمودية لم يكن مسموحًا بها في السابق، وهو ما أكده عضو الكنيست المتطرف "تسفي سوكوت" الذي أعلن عن أدائه لطقس السجود الملحمي داخل الأقصى، قائلًا: "قبل 14 عامًا سجدت، فاعتقلوني وقدموا لي لائحة اتهام. واليوم، تذرف الدموع من عيني. اليهود يسجدون ويصلون ويرددون الصلوات هنا".
- بن جفير يتباهى بتغيير الوضع القائم
لم يُخْفِ وزير الأمن الصهيوني المتطرف إيتمار بن جفير سعادته بهذه التطورات، حيث علق قائلًا: "يسعدني أن أرى عضو الكنيست تسفي سوكوت، مثل آلافٍ كثيرة، ينحني ويصلي في الحرم القدسي الشريف. ما لم يفعلوه طوال 30 عامًا سيفعلونه في عهدي، وأنا سعيدٌ كوني أحدثت هذا التغيير الهائل".
تأتي هذه التصريحات لتؤكد المخاوف بشأن سعي بن جفير لتسريع وتيرة تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وهو ما تجلى أيضًا في سماح شرطة الاحتلال بزيادة عدد المجموعة الواحدة للمقتحمين إلى 200 مستوطن، في تغيير ملحوظ عن السياسة السابقة.
- تحذيرات متواصلة من مرصدالأزهر
هذا ويجدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من هذه الدعوات والممارسات المتطرفة، مؤكدًا أن بن جفير يستغل منصبه الوزاري لتسهيل أنشطة جماعات الهيكل المزعوم التي تسعى لفرض السيادة الصهيونية على المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه. ويشدد المرصد على أن المسجد الأقصى هو وقف خالص للمسلمين وحدهم، ويرفض أي تغيير للوضع التاريخي والقانوني القائم داخله، محذرًا من خطورة الاقتحامات المتزايدة وممارسة الشعائر التلمودية التي تهدف إلى تهويد المسجد الأقصى وتحويله تدريجيًّا إلى موقع خاص بالعبادة اليهودية، وهو ما يمثل انتهاكًا صارخًا للوضع القائم.