استضافت كلية الطب بجامعة طنطا ندوة توعوية مهمة نظمها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وذلك في إطار مبادرته: "اسمع واتكلم" الموجهة لشباب الجامعات، وأقيمت الندوة بالتعاون مع الإدارة العامة لرعاية الشباب (إدارة النشاط الثقافي) وكلية الطب بالجامعة.
تناولت الندوة، التي شهدت حضورًا طلابيًّا ملفتًا، قضية: "التفسيرات المغلوطة للدين وأهمية العقل في بناء الوعي الصحيح". وقد استعرض باحثو مرصد الأزهر خلال اللقاء جهود المرصد ودور الأزهر الشريف في التصدي للفكر المتطرف، إضافة إلى تفنيد التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية التي تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية، كما أكدوا على الدور المحوري للعقل في تكوين فهم سليم وواعٍ للقضايا المختلفة.
في مستهل الندوة، أوضح الدكتور أحمد العطار، الباحث بوحدة رصد اللغة الإيطالية بالمرصد، آلية عمل المرصد وأهدافه الأساسية، مشددًا على أهمية كشف الادعاءات الزائفة التي تروج لها الجماعات المتطرفة واستغلالها المغلوط للنصوص الدينية لتحقيق أغراضها التخريبية. وأكد العطار أن العمل الجاد والإخلاص في أداء الواجبات في شتى المجالات يمثل أقوى رد عملي على دعوات الهدم والفوضى.
من جانبه، تناول الدكتور عبد الله عابدين، مشرف وحدة رصد اللغة الإنجليزية، قضية تزييف المصطلحات الدينية وتغيير معانيها، مشيرًا إلى أنها أداة خطيرة تستخدم في معركة الوعي. ولفت إلى أن مصطلح "الجهاد" يعد من أبرز المصطلحات التي تم تحريفها من قبل التنظيمات المتطرفة ليصبح مرادفًا للقتال والعنف ضد المخالفين، بدلًا من معناه الحقيقي وهو دفع المعتدين ورد كيدهم.
واختتم الدكتور علاء صلاح، مشرف وحدة رصد اللغات الإفريقية، فعاليات الندوة بالتأكيد على أهمية العقل كونه مناطًا للتكليف ومسؤولية الإنسان عن استثماره بشكل صحيح. وأشار إلى أن الأديان جاءت لتهذيب العقول وإتمام مكارم الأخلاق، وأن أي انحراف عن الدين والقيم الإنسانية ينبع من قصور في التفكير والتمييز.
ووجه حديثه لطلاب كلية الطب، مؤكدًا على دورهم بوصفهم أصحاب علم ورسالة، وضرورة استخدام عقولهم وفطرتهم السليمة في خدمة المجتمع، مشددًا على التكامل بين العقل والدين في بناء مجتمع سوي وآمن.
جدير بالذكر أن مرصد الأزهر كان قد أطلق مبادرة: "اسمع واتكلم" في عام 2018 بهدف التعرف على قضايا الشباب وطرحها للنقاش مع خبراء متخصصين. ويجري حاليًا التحضير لإطلاق النسخة الرابعة من المبادرة في شهر مايو المقبل.