في إطار الاهتمام المتواصل بالقضية الفلسطينية ومستقبلها، شارك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بناءً على دعوة كريمة من المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية، في جلسات مؤتمر مراكز الدراسات ورموز الفكر الإستراتيجي لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والذي ينظمه مجموعة العمل الوطنية لمواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين.
شهد الاجتماع حضورًا رفيع المستوى لشخصيات وطنية بارزة، من بينهم السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والوزير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، مما يعكس الأهمية القصوى لهذا التحرك الوطني.
وتؤكد المشاركة الرفيعة المستوى لعدد من المؤسسات الوطنية المهمة على أهمية هذا المؤتمر، حيث شارك فيه كل من الأكاديمية الوطنية للتدريب، ومجلس الدفاع الوطني، والمجلس المصري للشؤون الخارجية برئاسة الوزير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق.
وخلال مداخلتها، ألقت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر، الضوء على الدور المحوري الذي لعبته أحداث أكتوبر الأخيرة في إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الإقليمي والدولي، وما أحدثته من تحولات جوهرية في الرأي العام العالمي تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
كما أشارت الدكتورة رهام سلامة إلى فشل الآلة الإعلامية الإسرائيلية، رغم قوتها الهائلة، في تزييف الرواية الحقيقية للأحداث الجارية على الأرض ومحاولات إخفاء الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة وبقية الأراضي المحتلة. واستعرضت الجهود المكثفة التي يبذلها المرصد لكشف هذا التضليل الإعلامي من خلال آليات منهجية وعلمية متنوعة. ومن بين هذه الجهود، العمل على إعداد دراسة تحليلية متعمقة حول أساليب تزييف الوعي المستخدمة في الكتب الدراسية في إسرائيل، بهدف فضح هذه الممارسات وتوعية الرأي العام بخطورتها.
تأتي هذه المشاركة الفاعلة من مرصد الأزهر في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به مؤسسة الأزهر الشريف في دعم القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسعيها الدؤوب لكشف الحقائق وتقديم رؤى مستنيرة تساهم في تحقيق العدل والسلام، مما يعكس التزام المؤسسة الراسخ بمسؤولياته تجاه هذه القضايا المحورية.
جدير بالذكر أن مجموعة العمل الوطنية تمثل إطارًا إستراتيجيًا بالغ الأهمية، يضم ثلاثة من أبرز المراكز البحثية في مصر: مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة، ومركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والمركز الوطني للدراسات. وقد هدف المؤتمر إلى إجراء نقاش معمق حول آليات وقف تنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين المحتملة، واستكشاف طرق فعالة لإعادة إحياء القضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي.