الإسلام واحترام عقل الإنسان

  • | الإثنين, 29 أغسطس, 2016
الإسلام واحترام عقل الإنسان

المبادئ:

أولا: العقل أداة فهم الخطاب القرآني ومناط التكليف الشرعي.
ثانيا: خصائص العقل في المنهج الإسلامي.
ثالثا: العقل كأداة يستعان بها في البحوث العلمية والتجريبية.

التفصيل:

أولا: العقل أداة فهم الخطاب القرآني ومناط التكليف الشرعي.
العقل في القرآن الكريم هو مناط التفكير والتأمل، وهو الغريزة التي يتهيأ بها الإنسان إلى فهم الخطاب وإدراك الأشياء، وبه يبلغ الإنسان حدَّ الالتزام الشرعي وتحمل المسئولية لقوله صلى الله عليه وسلم: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ "( ).، ورُفع القلم، أي رفع الإثم والمؤاخذة لانعدام العقل.
ويتميز الخطاب القرآني في الآيات العقلية بأنه ينبه إلى وظائف العقل وخصائصه، وأن هذه الخصائص تتعدد بتعدد مواطن الخطاب الوارد في شأن العقل وتنوع مناسباته، فنجد من آيات القرآن الكريم ما تخاطب العقل الوازع، بينما تجد أخرى تخاطب العقل المدرك، أي الذي يفهم الأمور ويتصورها، وثالثة تخاطب العقل المتأمل والمتدبر لاستخلاص النتائج والأحكام، مما يدل على أن التفكير في آيات الكون فريضة إسلامية للاستفادة من عطاءات الله تعالى فيه من كل وجه يحقق مصالح الإنسان، وهو ما يرمز إلى قيمة العقل في الإسلام.
فالعقل هو القادر على استنباط الأحكام الشرعية العملية من الأدلة النقلية وهي القرآن والسنة والإجماع، وما يسمى بالأدلة العقلية كالقياس والاستحسان والاستصحاب والمصالح المرسلة وغيرها. وإعمال العقل في هذا هو الاجتهاد الذي مارسه الفقهاء لإنزال الأحكام على الوقائع والأحداث، لذلك عُرِّف علم الفقه بأنه: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية. والفقيه من اتّصف بهذا العلم، وهو المجتهد.
فمدار التكليف وفهم الوحي يتوقف على العقل، فبه يتمكن الفقيه من معرفة دلالات الألفاظ وعلة الأحكام، ويتبين طرق الاستنباط، والتوصل إلى معرفة الأحكام الشرعية معرفة دقيقة مرتكزة على الفهم واطمئنان النفس، والتفريع عليها، والقياس وإلحاق النظائر ببعضها.
كذلك بالعقل يستطيع المكلف فهم أسرار التشريع وحكمه ومقاصده ؛ فالمكلف لا ينشط عادة للقيام بالتكاليف والأوامر الدينية، أو لا ترتاح نفسه إلا بعد فهم تلك الأسرار. فالعقل والنقل متلازمان، فالنقل في حاجة للعقل ليدركه، ويفهم مقاصده، والعقل في حاجة للنقل لكي لا يضل.
ثانيا: خصائص العقل في المنهج الإسلامي:
يقول الأستاذ العقاد: وفريضة التفكير في القرآن الكريم تشمل العقل الإنساني بكل ما احتواه من هذه الوظائف بجميع خصائصها ومدلولاتها، فهو يخاطب العقل الوازع، والعقل المدرك، والعقل الحكيم (المتأمل)، والعقل الرشيد، ولا يذكر القرآن الكريم العقل عرضا مقتضبا، بل يذكره مقصودا مفصلا على نحو لا نظير له في كتاب من كتب الأديان الأخرى( ).
وهذه  أهم خصائص العقل ووظائفه:
أ- العقل الوازع: أي الذي يحول بين صاحبه وبين ما يشتهيه مما هو محظور عليه فيمنعه من الوقوع فيه، وهو بهذا الوصف مشتق من مادة (عقل)، بمعنى مسك ومنع، ومنها عقل البعير، أي إمساكه عن الإفلات.
وهذه الخاصية تتميز بأنها إذا توافرت انطلقت من عباءتها الخصائص الأخرى، لأن الإنسان إذا قمع نفسه عن الاشتغال بإفرازات الإفساد فإنه يضحي خاليا من كل ما يشوش على صفاء الذهن وتوقد العقل، فينطلق إلى التأمل والابتكار، وبذلك يكون العقل الوازع هو المهيئ لانطلاق العقل المدرك والعقل المتأمل.
ولذلك اهتم القرآن الكريم بالتنبيه إلى هذه الخاصية للعقل فذكر بها محذرًا من الوقوع في الشهوات المغيبة للعقل، ومن ذلك:
قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}( ).
وفي التحذير من الإعراض عن التعقل، قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}( )، والمعنى لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر، أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كان مآلنا إلى السعير يوم الدين( ).
وفي بيان لأسباب التشتيت والفرقة بين الأمم أشار القرآن الكريم إلى أن ذلك مرجعه إلى تعطيل العقل، قال تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}( )، أي أنّ التشتيت والفرقة إنما يرجعان إلى أنّ هؤلاء لا عقل لهم يعقلون به أمر الله، ويهتدون به إلى اتباع الحق.
وفي الحث على تحكيم العقل وأخذ العبرة من أحداث التاريخ حذر من الوقوع في أخطاء الآخرين قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ}( ).
ب- العقل المدرك: وهذه خاصية عبّر عنها القرآن الكريم بأولي الألباب، لأن اللُّب هو العقل الفاهم المدرك الذي خلص من الشوائب وبات زكيا لإدراك الأحكام من أدلتها، ولذلك فكل خطاب في القرآن الكريم نزل متوجهًا إلى ذوي الألباب فإنه خطاب إلى العقل المدرك، ومن ذلك ما يأتي:
1- قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}( ).
فقد أثنى الله تعالى بهذه الآية على أهل الرسوخ في العلم؛ لأنهم استعملوا عقولهم في فهم القرآن وأدركوا بالدلائل اللفظية أنّ كل القرآن – المحكم منه والمتشابه- من عند الله، ثم أعلى شأنهم فأشار في الآية إلى أنه لا يتفهم أبعاد آيات القرآن الكريم إلا ذوو العقول الواعية الذين يدركون الأحكام من الدلائل، مما يعد تشريفًا للعقل المدرك الواعي بالدلائل والأحكام.
2- وقال عز وجل: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}( ).
3- وقال سبحانه وتعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}( ).
فأشارت آية الزمر إلى أنّ الذين يتخيرون الحسن من القول ويتفاعلون معه دون القبيح، هم أصحاب العقول الخالصة الواعية، فاستحقوا الهداية من الله لما يقصدون، وإعانته لهم فيما يطلبون، ثم أفادت آية البقرة إلى أنّ الله عز وجل أعطى الحكمة في معرفة دلائل القرآن والفقه في الدين والعمل به لمن يدركها، وأنه لن يدرك ذلك إلا من وهبه الله مفتاح الحكمة وهو العقل المدرك، لذلك قال تعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}( ).
ج- العقل المتأمل المفكّر: وهذه خاصية أدق من الخاصيتين السابقتين، فهي تتعلق بإعمال ملكة الفكر للنظر والتدبر والتعمق بعد إدراك الأشياء وتصورها، وبناء على هذا التأمل تدخل الفكرة دائرة التحليل والبحث المنهجي والتقليب على كل الوجوه لاستخلاص زبدة الرأي فيها، والوصول لأفضل النتائج للإعلان عنها، مما يجعل الإنسان يرتقي بهذه الوظيفة العقلية إلى منزلة الرسوخ في العلم( )، وكما تلعب هذه الخاصية للعقل دورًا كبيرًا في مجال العلوم النظرية، فإنّ دورها أعظم في مجال العلوم البحثية التي تقوم على التجارب المعملية.
وقد جاء الخطاب القرآني في شأن العقل المتأمل متنوعًا وفقًا للعلوم النظرية، والعلوم البحثية، ففي مجال العلوم النظرية، قال تعالى في العقل المتأمل للوصول إلى الحقيقة: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}( ). فمن يتأمل الحياة والعدم، وظلام الليل وضوء النهار، يسلّم بأنّ هذه لا تكون إلا بقدرة قادر وقاهر غالب.
وقال سبحانه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}( ).
وقال عز وجل: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}( ).
قال القرطبي: المراد نظر اعتبار وتفكر، وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة( ).
وقال تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى}( ).
وقد كان إبراهيم عليه السلام كما نقل عنه القرآن الكريم أول من استخدم منهج التأمل والانتقال من حال إلى حال للوصول إلى الحقيقة، رافضًا منهج التقليد وإلغاء العقل، وسجلت الآيات الكريمات هذا المنهج الفريد في الاستدلال، فقال تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}( ).
فأشارت الآيات إلى أنّ العقل يلعب دورًا عظيمًا في الوصول للحقيقة، وهي دعوة لتفعيله لاكتشاف الحقائق العلمية.
وقد كافأ الله تعالى إبراهيم عليه السلام؛ لاستخدامه منهج التأمل والتفكر للوصول إلى الحقيقة، بأن كشف له من ملكوت السموات والأرض ما لم يكشفه لغيره حتى يصل بعلمه لدرجة اليقين فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}( ).
ثالثا: العقل كأداة يستعان بها في البحوث العلمية والتجريبية
أما في مجال العلوم البحثية سواء كانت كونية أو إنسانية، فقد جاء الخطاب القرآني حثا عليها تنشيطا للعقل المتأمل المبتكر.
ففي البحوث الكونية، نجد قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}( ).
فالآية تلفت الانتباه إلى أن المجموعة العلوية من شمس وقمر ونجوم، إنما تحمل منافع للبشرية على وجه العموم، ولن تصل البشرية إلى هذه المنافع إلا بإعمال العقل وفتح آفاق جديدة في علوم الفضاء والكونيات لخدمة العلم الديني والعلم الإنساني.
أما في مجال البحوث الإنسانية، فقد نبه إليها القرآن الكريم في إشارته إلى علم الأجنة، ولفت النظر إلى الخلايا الحيّة، التي تؤكد أنّ الجسم الإنساني يقوم على توازن دقيق محكم، مما يستلزم إعمال العقل في ميدان البحوث الإنسانية التجريبية، للغوص في دقائق الجسم وأسراره، كشفًا لإعجاز الخالق في الخلق {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}( )، تجد ذلك في قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}( ). وتلخيصا لهذا التسلسل قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}( )، فأشارت الآيات إلى أن الجنين لا يتخلق دفعة واحدة، وإنما يمر بأطوار مختلفة مما يفتح باب البحث العلمي لمعرفة مراحل نموه ورصد نوعه ذكرا أو أنثى، وفي المقابل نبّه القرآن الكريم إلى أن هناك حالات ينعدم فيها الإنجاب أو تعوقه مشاكل في التخصيب ليفتح بابا من أبواب العلم في علاج العقم وفقًا لمشيئته سبحانه فقال عز وجل: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}( ).
والحاصل: أنّ اهتمام القرآن الكريم بخطاب العقل إنما يعكس رؤية الإسلام للبحث العلمي ومنهج الاستدلال وإعمال العقل فيه، سواء كان بالإدراك والتصور، أو بالتأمل والتدبر، وتحرير العقل من كل ما يقيده عن حسن الإدراك، وبلوغ حد الابتكار مما يعطي انطباعا لدى الكافة أن الإسلام يحترم عقل الإنسان ويفتح له الباب للانطلاق إلى الآفاق، سواء في العلوم النظرية أو العلوم البحثية التجريبية.
وهذا الاهتمام بالعقل في القرآن الكريم إنما يؤسس على أنّ العقل هو منبع العلم ومطلعه وأساسه.

 

طباعة
كلمات دالة: