في حلقة جديدة من مسلسل العنف الذي تشنه حركة الشباب الإرهابية، هزّ هجوم انتحاري وحشي العاصمة الصومالية مقديشو يوم الأحد 18 مايو، مستهدفًا صفًّا من المجندين الجدد كانوا بصدد تسجيل أسمائهم في ثكنة دامانيو العسكرية. وأسفر الهجوم عن مقتل عشرة من المجندين وإصابة العشرات، وفقًا لشهود عيان تحدثوا لوكالة رويترز.
وأفاد شهود عيان أن الانتحاري فجر المتفجرات التي كانت بحوزته بينما كان الشبان يصطفون عند بوابة القاعدة العسكرية، وقدر الطاقم الطبي في المستشفى العسكري استقبال 30 مصابًا جراء الانفجار، توفي ستة منهم على الفور، فيما لقي أربعة آخرون مصرعهم في وقت لاحق متأثرين بجراحهم.
وفي تطور لاحق، أعلنت حركة الشباب الإرهابية، عبر إحدى محطاتها الإذاعية، مسؤوليتها عن الهجوم، مدعيةً أنها قتلت العشرات من المجندين الجدد. واتهمت الحركة، الموالية لتنظيم القاعدة، الحكومة باستغلال الشباب العاطلين عن العمل وإرسالهم للقتال.
ومن جانبه، تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تداعيات هذا الهجوم، ويشدّد على ضرورة مراجعة المراقبة الأمنية والتعامل مع الثغرات التي يمكن لعناصر التنظيمات الإرهابية التسلل من خلالها لتنفيذ مثل هذه الهجمات الوحشية بحق الأبرياء.
ويشير المرصد إلى أن استعمال أسلوب الهجمات الانتحارية بعد فترة من اللجوء للهجمات التي تُنفذ عن بُعد سواء من خلال الألغام الأرضية أو القذائف، يحمل دلالات خطيرة متعددة؛ أهمها: وجود ثغرات أمنية وخلل جعل مهمة هذا الانتحاري في الوصول لثكنة عسكرية في قلب العاصمة أمرًا يسيرًا رغم ما يحمله من متفجرات وأسلحة. كما يمكن تفسير إقدام الحركة على استعمال عنصر مفخّخ بأن الحركة تمكنت من تجنيد عدد من العناصر الجديدة، ما دفعها للتضحية ببعضهم في هجمات انتحارية.
ويرى المرصد كذلك أن استهداف الحركة للمجندين الجدد يعكس قلقها من استمرار قوات الأمن في حربها عليها، ويُعدّ محاولة بائسة لإثناء الشباب عن أداء واجبهم الوطني في حماية بلادهم والذود عن أهليهم ضد أي خطر يهدّد حياتهم أو ينال من استقرارهم.