تتواصل معاناة غرب إفريقيا من تفاقم الإرهاب، حيث تشكل مالي والنيجر بؤرة لهذه الأزمة المتصاعدة. وقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في الهجمات الإرهابية، مما دفع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للتشديد على أهمية التحالف وتنسيق الجهود مع رفع الوعي كـأهم أسلحة المواجهة".
مالي
في مالي، تواصل التنظيمات الإرهابية جرائمها الوحشية. ففي 24 مايو، تعرض موقع شركة بناء صينية في منطقة كايس لهجوم أدى إلى إحراق مستودعات ومعدات، دون تحديد خسائر بشرية. يُعد هذا الهجوم هو الثاني في أقل من شهر بالمنطقة، ويأتي في سياق تكثيف جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة لهجماتها في غرب مالي، بعد أن كانت تركز سابقًا على الشمال والوسط. ويبدو أن الجماعة تتبنى نهجًا جديدًا يستهدف مواقع عمل الأجانب بهدف الخطف، كما حدث مؤخرًا باختطاف صينيين من شركة تعدين.
وفي 25 مايو، شنت الجماعة نفسها هجومًا عنيفًا على معسكر ديورا بمنطقة موبيتي وسط البلاد، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 جنديًّا ماليًّا، وخلّف خسائر كبيرة في القاعدة العسكرية. وقد أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم ونشرت مقاطع فيديو توثق مقتل الجنود والاستيلاء على أسلحة ومركبات.
النيجر
وفي النيجر، شهدت بلدة إكنوان بمنطقة تاهوا هجومًا وحشيًّا شنه عناصر من تنظيم "داعش في الصحراء الكبرى" على موقع للقوات النيجرية، مما أسفر عن سقوط 58 قتيلًا من قوات العمليات الخاصة وكتيبة الاستخبارات والمراقبة، من بينهم جنود من فيلق النخبة المدرب من قبل القوات الخاصة الألمانية.
ويعد وادي إكنوان معقلًا لداعش في الصحراء الكبرى منذ عقد من الزمان، حيث يسيطر التنظيم على هذه المنطقة على جانبي الحدود بين النيجر ومالي. وسبق أن تعرض هذا الموقع لهجوم سابق في سبتمبر 2024 أسفر عن مقتل 38 جنديًّا.
من جانبه، يشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية التحالف والتكامل بين دول المنطقة لمواجهة الإرهاب المتنامي. كما يدعو إلى تعزيز الوعي لدى الشباب لكشف زيف أيديولوجيات هذه التنظيمات. ويؤكد المرصد على أهمية تعقب معاقل الإرهاب في الساحل والعمل على تجفيف منابع تمويله بالمال والأفراد.