طالعنا الراديو الألماني اليوم بمقال كتبه كرستيان روتر، تناول فيه من يطلقون على أنفسهم ناقدي الإسلام في ألمانيا، من بينهم من يدعى محاولته إصلاح الإسلام، بينما يقوم آخرون بتسخير جهودهم لحظر الإسلام وكل ما هو إسلامي، في هذا الشأن تحدث الكاتب عن خمسة نماذج من ناقدي الإسلام.
النموذج الأول: يتمثل في كارهي الإسلام، الذين يطلقون على أنفسهم "ناقدي الإسلام" ولا يسعون في حقيقة الأمر إلا إلى إفساد مفهوم الإسلام، على حد تصريح الكاتب، ليس هذا فحسب بل إنهم يسعون لحظر كل شيء له علاقة بالإسلام كالقرآن والمساجد وكذلك جميع أنشطة المسلمين ذات المنطلقات الدينية.
النموذج الثاني: هو نموذج لا يختلف كثيرًا عن سابقه، فأتباع هذا النموذج يريدون إبعاد المسلمين تمامًا عن ألمانيا، هم يحصرون كل ثقافة في مكان نشأتها، من أمثلة هؤلاء خبير العلوم الإسلامية والسياسي التابع لحزب البديل "هانز توماس تيل شنايدر" (Hans-Thomas Tillschneider) الذي صرح مع بجيدا في دريسدن: "أن للإسلام وطن يجب أن يبقى فيه [...] ونحن لا نريد أن ينتشر الإسلام هنا في وطن غريب عنه، وهذا حقنا"
النموذج الثالث: يتمثل في المسلمين المثقفين الذين يسعون لإصلاح الإسلام من الداخل، مثل: "نجلا كيليك" (Necla Kelek )، و"سيران أتيس" (Seyran Ates )، و"بسام طيبي" ( ( Bassam Tibi، ومن الجدير بالذكر أن المسلمين الذين يطمحون للإصلاح حقًّا أمثال هؤلاء ليسوا ناشطين في الجمعيات الإسلامية لإحداث فارق الذي يبتغونه، ولكننا نجدهم ضيوفًا في برامج التليفزيون الحوارية وعلى صفحات الصحف والمجلات.
النموذج الرابع: يتمثل في ناقدي الإسلام من غير المسلمين مثل: "أليس شفارتسر" ((Alice Schwarzer و "هينريك مارسين برودر" (Henryk Marcin Broder)، وهذا النموذج يرفع نفس الشعارات والدعاوي منذ عقود مثل "في مجتمع إسلامي موازي توجد دروس السباحة"؛ وهم مستعدون لخلق صورة رجعية عن العالم، بالرغم من ذلك فإن أغلب ناقدي الإسلام من هذا النموذج لديهم خلفية يسارية ليبرالية ويسعون لفصل الدين عن الدولة، ويتم وصفهم بأنهم متطرفون يمينيون.
النموذج الخامس: يتمثل في أشخاص اعتنقوا الإسلام سابقًا مثل "منة عهدي" رئيسة المجلس المركزي للمرتدين عن الإسلام، التي صرحت قائلة: "إن الدولة العلمانية هي كل ما نريد، ونحن ندافع عن ثقافة حديثة وعصرية وكذلك عن حياة عصرية لألمانيا، نحن ندافع كذلك عن حقوق المرأة، وحقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي، إلا جانب أننا ضد المنظمات الإسلامية".
جميع تلك النماذج من كارهي الإسلام وحتى المرتدين عنه يتم وضعهم في إطار واحد، خاصة لدى أولئك الذين لا يستطيعون أو لا يريدون تمييز اتجاهات نقد الإسلام، إن نقد الإسلام ليس شيئا سهلا ولا يجب أن يطلق اسم "ناقد للإسلام" على كل من يتحدث عن الإسلام ويدعي الإصلاح أو غيره والانسياق خلفه، بل يجب علينا النظر بعين النقد وإعمال العقل كذلك فيما يدعونه لإدراك حقيقة الأمور.
وانطلاقًا من ذلك ينوي مرصد الأزهر نشر سلسلة من المقالات عن هذه النماذج الخمس لتقديم قراءة متعمقة عن الشخصيات المذكورة ولتوعية القارئ أو المتابع لهذا السياق وتزويده بالمعلومات اللازمة التي من شأنها إبراز المنطلقات والأهداف الخاصة بتصريحات هذه الشخصيات وأنشطتها في السياق الإسلامي الألماني.
وحدة الرصد الألمانية