النقاب قضية حيَّرت أوروبا

  • | الأربعاء, 21 سبتمبر, 2016
النقاب قضية حيَّرت أوروبا

- الرجال يُقتلون وما زلنا نناقش زي النساء

عادت قضية ارتداء النقاب للمسلمات في ألمانيا من جديد تثير جدلا كبيرا؛ حيث تسابقت الصحف الألمانية في نشر تقارير تتعرض لموضوع النقاب ما بين مؤيد وما بين رافض؛ فقد نشرت جريدة دي فيلت مقالا بعنوان "النقاب أمر شخصي وليس عملاً دينيًّا" وعن نفس الأمر كتبت جريدة فرانكفورتر ألجماينى، ارتداء النقاب، على حسب قول رجل الدين المسلم الشيخ "خالد عمران"، ليس له أي سند ديني، وأضاف الشيخ في مقابلة له مع القناة الأولى الألمانية "أن النقاب عادة أصبحت عُرفًا وهي عادة تنتسب لبعض البلدان، ولكن لا تمثل شيئا في أصول الشريعة الإسلامية، الشيخ "عمران" هو الأمين العام لمجلس الفتوى بدار الإفتاء بالقاهرة، وأشار الخبر أن فتوى المجلس تعتبر مُلزمة لمسلمي السنة، وقال إن قضية الملابس هي إلى حد كبير شأن خاص، وبالنسبة للنساء في الإسلام فإن الملابس لابد أن تكون غير مجسّمة وغير كاشفة وليست ضيقة، وعليه فإنه لا يجب عليها أن تغطي اليدين والوجه، وقال إن المرأة لديها حرية الاختيار في ارتداء النقاب، الذي يغطي الوجه بالكامل دون فتحة العين، ومن تقرر ارتدائه يجب ألا تعتبره عملا دينيًّا، وأوضح عمران أن العلماء مختلفون في قضية النقاب، وبموجب القانون الإسلامي فإن النقاب مسموح به إذا كان بغرض الحماية، من العواصف الرملية مثلاً، وعليه فإن المسلمين استندوا على مجتمع بعينه، كانوا يعيشون فيه، وإذا كان النقاب يعطي الحماية، فللمرأة أن تضعه، وقال عمران لكن إذا كان النقاب يجلب المساوئ للمجتمع ويخدم ارتكاب جرائم إرهابية، فأنا أؤيد حظر النقاب.
ورد مقال في صحيفة بليك Blick بعنوان: "برونشويج: النقاش الحاد حول قضية النقاب مقدمة للهجوم على الإسلام"، يتناول المقال النقاش الحاد حول قضية النقاب، فقد صرّح الكاتب بأن الوجوه المنتقبة تزعج البعض، ولكن منعه ليس بالضرورة هو الحل، قال «برونشويج جراف» في مقابلة له مع صحيفتيّ "تريبيون دو جنيف" و "هويرز 24"، إن هذا الحظر لم يأت بشيء في فرنسا. وقالت رئيسة اللجنة الفدرالية لمكافحة العنصرية إن المسألة مهمة والنقاش حول هذا الموضوع مبرر، حتى النقاشات التي تدور حول دور الإسلام في سويسرا، المشكلة تكمن في أن النقاش الحالي يستغله السياسيون كنقطة انطلاق، وبالتالي فلا يكون هناك مجال لرؤى ووجهات نظر مختلفة، وهذا الوضع عايشناه بالفعل في مبادرة محاربة وجود المآذن، بالإضافة إلى ذلك يتم الخلط بين الدين والإرهاب، وطالب «جراف» «بضرورة مواجهة هذا الخلط، وإلا فسنصبح مهددين بالانحرافات والموجات العنصرية»، فإذا ألقينا نظرة على وسائل التواصل نجد أنه كلما طال النقاش حول مسألة ما، كلما قلت العوائق أمامنا لحل المشكلة، "ويزعم البعض بأن ارتداء النقاب يساوَى بدعم الإرهاب"؛ فالحجّة النسائية، هي من وجهة نظر مستشارة الحزب الديمقراطي الوطني الحر السابقة وعضو مجلس الدولة بجنيف، "ساذجة"، فحظر النقاب في سويسرا لم يحسن من وضع المرأة
ونشرت جريدة زود دويتشى تسايتونج Süddeutsche Zeitung تقريرًا بعنوان: حوار البرقع (النقاب) ليس له علاقة بالإرهاب، بدأ التقرير بمقولة «الرجال يقتلون - ولكن الدولة تُناقش ملابس النساء»، فهذا الانطباع يمكن أن يتكون لدى المسلمات في ألمانيا، عندما نوقش حظر النقاب بعد هجمات أنسباخ وفورتسبورج الإرهابية، وهذا ما تأسفت عليه السياسية بالحزب الاجتماعي المسيحي «جيردا هاسلفيلد» في مقابلة لها مع جريدة زود دويتشه تسايتونج، وقال رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الاجتماعي المسيحي في البرلمان الألماني حول النقاش الدائر عن البرقع أنه قضية اندماج، وأضافت أن الموضوع لا علاقة له بالإرهاب، وأشار الخبر أن «هاسلفلد» دخلت في حوار ساخن مع دارسة الدين الإسلامي «لمياء قدور»، ذات الأصل السوري، ورفضت قدور ما أسمته سياسية الاتحاد الاجتماعي المسيحي بالطابع "اليهودي-المسيحي-الغربي" في ألمانيا، وقالت قدور، إن حقيقة أننا نعيش في بلد ذات طابع مسيحي منذ فترة طويلة وما زالت لها هذا الطبع، الذي يلعب دورا محددًا، أمر واضح، ولكني أعتقد أنها ليست المسيحية فقط ولا حتى ما يسمى بالتراث اليهودي المسيحي - واسألي واحدًا أو أكثر من اليهود الألمان؛ لأن هناك الكثير منهم ليسوا سعداء بالمرة بهذه الصياغة، بعد قرون من معاداة المسيحية لليهودية ومعاداة السامية، أنا أجد أنه من الخطأ أن نحدد قيمنا المشتركة عن طريق الدين.

 

طباعة