انتفاضة ألمانية ضد الدعاة السلفيين المتطرفين

  • | الأربعاء, 21 سبتمبر, 2016
انتفاضة ألمانية ضد الدعاة السلفيين المتطرفين

بدأت العديد من القوى والأحزاب الألمانية انتفاضة ضد عدد من الدعاة  السلفيين المتطرفين في ألمانيا وتوجيه اتهامات مباشرة لهم بتجنيد الشباب والتأثير عليهم للانضمام لداعش؛ فقد نشرت جريدة برلينر تسايتونج BZ خبرًا بعنوان: الشرطة في مداهمة كبيرة: لمتظاهرون ضد الداعية السلفي «بيري فوجل» في بريمن، يتناول الخبر قيام 200 شخص في بريمن بالتظاهر ضد الداعية السلفي المثير للجدل «بيري فوجل»، حاملين لافتات مكتوب عليها "لا إله، لا دولة، لا خلافة"، شارك في تلك المظاهرة المضادة مجموعات يسارية وكذلك طلاب من جامعة بريمن وكانوا يرددون "التظاهر ضد التطرف الإسلامي أمر ضروري" لا ينبغي أن نتركه لليمينيين، هكذا قال منظم المظاهرة «توبياس هيلفست»، وكانت هناك مظاهرة أخرى يقودها عضو سابق في حزب البديل من أجل ألمانيا وشارك فيها ما بين عشرين إلى ثلاثين شخصًا، يذكر أن «فوجل» نفسه ظهر أمام 150 من أتباعه بالقرب من محطة قطار بريمن، وتعد بريمن معقلا للمشهد السلفي؛ حيث يوجد بها حوالي 360 سلفيا، كما يعتبر «فوجل» بالنسبة للسلطات الداخلية هو المحرض الروحي وفاتح الأبواب للمشهد السلفي.
نشرت مجلة دير شبيجل Der Spiegel خبرًا بعنوان: قضية في دوسلدورف: الداعية السلفي «لاو» مدان إدانات شديدة بشهادة الشهود، يتناول الخبر التحقيق مع واحد من أكثر الشخصيات تأثيرا في المشهد الإسلامي الألماني وهو «سفين لاو إلياس» والملقب بأبي آدم؛ حيث تم اتهامه من قبل زميل سابق طبقًا لمعلومات صحيفة دير شبيجل بتحريضه الشديد للمسلمين على الكفاح المسلح في حرب سوريا، واتُهم بأنه مسئول عن التأثير على تشكيل قوة قتالية جهادية في صيف 2013م والتي انضمت بعد ذلك بشكل منفصل إلى تنظيم داعش، وسيتم التحقيق مع «لاو»، المعتنق للإسلام الذي قام بمبادرة "شرطة الشريعة" في فوبرتال، يوم الثلاثاء القادم في المحكمة الإقليمية العليا في دوسيلدورف في ظل إجراءات أمنية مشددة، يذكر أن هذا الداعية البالغ من العمر 35 عامًا متهم أيضًا بمسئوليته عن تجنيد محاربين للمنظمة الإرهابية "جيش المجاهدين والنصر" Jamawa)) وإمدادهم بالأموال، وقد وجه أحد المجندين المحكوم عليهم بالسجن ويدعى «إسماعيل» اتهامات خطيرة لـ «لاو»؛ فهو لم يخطط فقط لسفر «إسماعيل» إلى سوريا وإنما ضغط على أحد رفقائه أيضًا كي ينضم للجهاد ولم ينجح في ذلك، وأضاف «إسماعيل» أن أبا آدم «لاو» قد وفر العديد من السيارات لنشطاء جيش المجاهدين والنصر، كان من بينها أيضًا سيارة إسعاف وسيارة لجمع القمامة، كانت تُحمل بالمتفجرات للقيام بهجمات انتحارية.
بينما نشرت صحيفة زود دويتشى تسايتونج Süddeutsche Zeitung خبرا بعنوان: "بدء جلسات محاكمة الداعية السلفي (سيفن لاو) بتهمة دعم الإرهاب"، يتناول الخبر بدء وقائع محاكمة الداعية السلفي الألماني سفن لاو أمام محكمة مدينة دوسلدورف بتهمة دعم الإرهاب عبر مساعدة سلفيين للسفر إلى سوريا والقتال في صفوف منظمة إرهابية؛ حيث يوجه الادعاء العام الألماني للداعية تهمة دعم تنظيم إرهابي إسلامي نشط في سوريا، وكانت محكمة مدينة دوسلدورف أشارت من قبل إلى إمكانية إدانة لاو نفسه بتهمة الإرهاب، تجدر الإشارة إلى أن لاو مؤسس "شرطة الشريعة" في مدينة فوبرتال، يقبع في السجن على ذمة التحقيق منذ تسعة أشهر، وحددت المحكمة 30 جلسة للنظر في القضية حتى 18 يناير المقبل، ويتهم الادعاء العام لاو بدعم التنظيم الإرهابي "جيش المهاجرين والأنصار" النشط في سوريا، وبحسب لائحة الدعوى، تعود الاتهامات لعام 2013م؛ حيث أرشد لاو اثنين من السلفيين من ألمانيا للانضمام إلى تنظيم "جيش المهاجرين والأنصار" بمساعدة أحد مهربي البشر، وأحد هذين السلفيين مدان حاليا بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف في مدينة شتوتغارت الألمانية، وقال محامي لاو، موتلو غونال، إن موكله ينفي كافة الاتهامات الموجهة إليه، مضيفا أن شاهد الإدانة الرئيسي في القضية "كاذب وسيء السمعة".
يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد سجالا كبيرا بين السلفيين الألمان وعدد من الأحزاب السياسية واليمينية الألمانية وهذا سيكون له تأثير كبير على قضية اللاجئين والمسلمين بوجه عام وهو ما يتطلب جهودا كبيرة من قبل المؤسسات الإسلامية المعتدلة لتصحيح الكثير من الصور المغلوطة عن الإسلام في المجتمع الألماني.

 

طباعة