داعش يدعو لترجمة محتوياته المتطرفة عالميًّا في "نقلة نوعية" لإستراتيجيته الدعائية

  • | الإثنين, 2 يونيو, 2025
داعش يدعو لترجمة محتوياته المتطرفة عالميًّا في "نقلة نوعية" لإستراتيجيته الدعائية

     في خطوة تصعيدية لتعزيز تواجده وتوسيع نطاق دعايته المتطرفة، أطلق تنظيم داعش الإرهابي دعوة مفتوحة لمناصريه وأعضائه لترجمة محتوياته "المتطرفة" التي وصفها بـ "الجهادية" إلى أكبر عدد ممكن من لغات العالم.
وتحت عنوان: "واجب لغوي"، حث التنظيم الإرهابي أتباعه على الانخراط في عملية ترجمة شاملة لجميع رسائله، بياناته، وتسجيلاته المرئية إلى لغات محلية وعالمية. ويرمي هذا التحرك إلى "نشر الجـهـاد وتعميم المعركة" وفقًا لمصطلحاته.
وفي إطار متابعتها لنشاط التنظيم وإصداراته، تشير وحدة الرصد باللغة الإسبانية إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو تجاوز الحواجز اللغوية والوصول إلى مجتمعات جديدة لم تكن ضمن دائرة استهدافه المباشر من قبل، بهدف توسيع قاعدته وتأثيره الدعائي.
نقلة في الخطاب الإعلامي للتنظيم واختراق ثقافي
من جانبهم، وصف خبراء هذه الدعوة بأنها جزء لا يتجزأ من إستراتيجية اتصالية متطورة تستغل التكنولوجيا الحديثة والمنصات الرقمية لتعزيز خطاب الكراهية وتجنيد عناصر جديدة.
كما رأى الخبراء أن هذا النهج يمثل "نقلة نوعية في الخطاب الإعلامي" لداعش، إذ لم يعد التنظيم يكتفي بإنتاج محتوى موجه بلغة واحدة أو اثنتين، (مثل العربية أو الإنجليزية)، بل يسعى الآن إلى اختراق البيئات الثقافية واللغوية على نطاق عالمي. وتتزامن هذه الدعوات مع إصدار تعليمات تنظيمية دقيقة لضبط عملية الترجمة، بهدف الحفاظ على ما أسماه: "نقاء الرسالة العقائدية" وضمان وصولها بالشكل المطلوب.
كما تأتي هذه الحملة مع "تصاعد النشاط الدعائي" للتنظيم على منصات مثل تيليجرام، حيث بدأ أنصاره بالفعل في مشاركة مضامين مترجمة إلى لغات متنوعة كالإسبانية، والفرنسية، والروسية، والبنغالية.
هذا ويخشى الخبراء من أن هذه الترجمات قد تُستغل بشكل فعال لاستقطاب فئات جديدة من الشباب، لا سيما في المجتمعات المهمشة أو تلك التي تعاني من أزمات اجتماعية وثقافية، مما يمثل تهديدًا مضاعفًا يستوجب مراقبة دقيقة واستجابة فكرية وتربوية فاعلة.
مرصد الأزهر يحذر ويشدد على مواجهة التهديد المعرفي
من جانبه، يحذر مرصد الأزهر من خطورة الترجمة الواسعة للمضامين المتطرفة، مؤكدًا أن استخدام اللغة أداةً لنشر العنف يتجاوز كونه مجرد توسع دعائي ليصبح تهديدًا للأمن المعرفي والثقافي العالمي. ويشدد المرصد على الدور المحوري للمؤسسات الثقافية والتربوية في مواجهة هذه الخطابات عبر نشر المضامين المعتدلة وبناء وعي نقدي لدى الشباب بلغاتهم الأم.
كما يؤكد مرصد الأزهر على ضرورة تطوير برامج تأهيلية متخصصة للمترجمين والمثقفين، تركز على رصد المضامين المتطرفة المترجمة إلى مختلف اللغات وتحليلها، وتقديم ردود علمية وفكرية قوية.

وفي هذا السياق، يبرز الدور الريادي لمرصد الأزهر من خلال وحداته المتخصصة التي ترصد يوميًّا المنشورات المتطرفة بعدة لغات، وتُعد تقارير تحليلية مضادة تكشف زيف هذه الخطابات وتُعيد صياغة المفاهيم الدينية الصحيحة. إذ يمثل مواصلة هذا العمل النوعي حصنًا منيعًا أمام محاولات التنظيمات المتطرفة التي تستغل الترجمات الدقيقة واللغة المألوفة لنشر خطاب العنف والتجنيد والتضليل.
 

طباعة
كلمات دالة: