يقدم تقرير "مكافحة الإسلاموفوبيا في الأوساط الأكاديمية"، الذي أعده يونس علام وإيزرام شودري، رؤية معمقة حول تجارب المسلمين في الجامعات البريطانية، مستندًا إلى بحث نوعي أُجري في جامعة برادفورد خلال صيف وخريف 2024م. ويهدف هذا التقرير الممول من مؤسسة عزيز وجامعة برادفورد إلى تسليط الضوء على تصورات الطلاب والموظفين المسلمين وتجاربهم في الأوساط الأكاديمية، ومدى شعورهم بالانتماء، إضافة إلى تقييم فعالية السياسات المؤسسية في مواجهة التحيز والإسلاموفوبيا. وقد أجرى الباحثون عددًا من المقابلات شبه المنظمة مع طلاب مسلمين: (مرحلة البكالوريوس، برامج الدراسات العليا التدريسية، وطلاب بحوث الدراسات العليا) وموظفين (أكاديميين والعاملين في مجال الخدمات المهنية) بإجمالي 30 مقابلة عبر تطبيق Microsoft Teams .
تجارب المسلمين في الحرم الجامعي: شعور بعدم الانتماء والمخاطر
أظهرت نتائج البحث أن غالبية المشاركين، سواء من الطلاب أو الموظفين، يعانون من شعور بعدم الارتياح وانعدام الانتماء في أثناء وجودهم في الحرم الجامعي. هذا الشعور لا يقتصر على مجرد عدم الراحة، بل يتعداه إلى إحساس عميق بالمخاطرة، خاصة لدى الموظفين المسلمين الذين أبدوا خوفًا من تبعات التعبير عن هويتهم الإسلامية أو مناقشة القضايا المتعلقة بالعالم الإسلامي. ويخلق هذا الأمر بيئة عمل ودراسة تتسم بالكبت والضغط، حيث يشعر الكثير منهم بضرورة البقاء صامتين تجاه الأحداث العالمية التي تؤثر على المسلمين، مما يزيد من شعورهم بالعزلة والتمييز.
ضعف الثقة في السياسات المؤسسية وآليات الإبلاغ
أعرب الموظفون المسلمون بشكل خاص عن انعدام ثقتهم في السياسات الجامعية المتعلقة بالمساواة والتنوع والشمول، خصوصًا تلك التي تتعلق بالإبلاغ عن حالات التحيز والتمييز. هذا الافتقار إلى الثقة يعكس قصورًا في قدرة المؤسسات الأكاديمية على توفير بيئة آمنة وشفافة تسمح بالتعبير عن المشكلات دون خوف من العواقب. كما أشار أعضاء هيئة التدريس إلى حاجتهم لوضع إستراتيجيات وقائية تساعدهم على تجنب المخاطر المهنية، مثل الإفراط في العمل والتعرض لضغوط إضافية مرتبطة بهويتهم الدينية.
تجارب الطلاب المسلمين: مواجهة التحديات والمرونة الشخصية
على الرغم من التحديات، أبلغ الطلاب المسلمون عن تجارب معقدة تتعلق بكيفية تصويرهم ونظرتهم في الأوساط الأكاديمية، والتي أثرت سلبًا على تحصيلهم الدراسي وتجربتهم الجامعية بشكل عام. ورغم هذه الصعوبات، أظهرت نسبة كبيرة من المشاركين قدرة عالية على الصمود والمرونة، حيث حافظوا على التزامهم الأكاديمي والمهني، مؤكدين رغبتهم في الاستمرار والمساهمة الفعالة في مؤسساتهم.
خلاصة وتوصيات
يبرز هذا التقرير الحاجة الملحة إلى مراجعة السياسات الجامعية المتعلقة بمكافحة الإسلاموفوبيا وتحسينها، وتعزيز آليات الإبلاغ؛ لتكون أكثر فاعلية وموثوقية. كما يؤكد على أهمية خلق بيئة جامعية شاملة تقدر التنوع الديني والثقافي وتدعم الطلاب والموظفين المسلمين في التعبير عن هويتهم دون خوف أو ضغط. إن تعزيز هذه الجوانب لا يسهم فقط في تحسين تجربة المسلمين في الأوساط الأكاديمية، بل يعزز أيضًا التماسك المجتمعي ويثري البيئة التعليمية بأفكار وخبرات متنوعة.
وحدة الرصد باللغة الإنجليزية